الأخبار
جلال دويدار
خواطر - تهاون وإهمال الري وراء مشاكلنا الزراعية
كلنا نتفق وندرك.. الدولة المصرية وكل مواطن علي أرض هذا الوطن.. أن المهمة الأساسية لما يسمي بوزارة الري تتركز في العمل علي إدارة مواردنا المائية.. هذه المسئولية تحتم علي وزيرها وأجهزتها الحفاظ علي هذه الموارد وتنظيم توزيعها واستخداماتها لسد احتياجات الزراعة باعتبارها متطلبات أساسية للمواطن وللاقتصاد الوطني. ليس مقبولا بأي حال أن تتقاعس هذه الوزارة عن القيام بأي من عناصر هذه المهمة والمسئولية علي أساس أن كلا منها يمثل ضرورة قصوي ترتبط بالأمن القومي المصري.
إن الجنوح الي إهمال احتياجات الدورات الزراعية واستصلاح الأراضي يترتب عليه إهدار جانب أساسي من مواردنا المائية والاقتصادية التي تكافح وتناضل من أجل عدم المساس بها. كما هو معروف فإن مصدرنا الوحيد لهذه الموارد المائية هو نهر النيل الذي يعد شريان الحياة بالنسبة لمصر ولكل الشعب. ووفقا لذلك فإن وزارة الري بكل مسئوليها من الوزير الي أصغر موظف يتحملون مسئولية الحفاظ علي كل نقطة مياه يحملها إلينا هذا النهر العظيم وضمان وصولها الي أراضينا الزراعية.
ما يحدث علي أرض الواقع يؤكد أن هذا الجهاز الحكومي لا يقدر ولا يؤمن بما هو منوط به من مسئوليات.
إن ما يدل علي هذه الحقيقة المفزعة ما قرأته في التحقيق المنشور في الزميلة »الأهرام»‬منذ عدة أيام.
جاء في هذا التحقيق كمثال حي علي هذا الإهمال انتشار سرطان ورد النيل في مجري النهر وكل فروعه علي مستوي محافظة كفر الشيخ. أدت هذه الظاهرة التي تكشف غياب المسئولية الي تعويق انسياب المياه الي جانب التهامه لكميات هائلة من المياه.
ما يحدث يشير الي عدم التزام الوزارة وأجهزتها بواجباتها ومسئولياتها. ليس خافيا أن عمليات تطهير المجاري المائية تعد علي رأس هذه المهام. ليس من تفسير لهذا السلوك سوي انه نتيجة عمليات فساد من جانب مسئولي هذه الوزارة أو الأجهزة المتعاملة معها.. إن هذا التحقيق الصحفي وما جاء فيه يعد مادة خصبة لتحرك الرقابة الادارية وممارسة مهامها في التصدي لهذا الفساد الذي لا هدف له سوي تعطيل مسيرتنا.
ليس هذا فحسب ما هو مأخوذ علي هذه الوزارة إن كل مصر التي يمثل الزراع فيها أكثر من ٦٠٪ يصرخون ويشكون من عدم وصول مياه الري الي مزارعهم. هذه الوزارة دائما ما تتحدث عن دورات الري ومواعيدها ولكنها للأسف لا تفي بأي مما تعلنه. الكثير من المزارعين يشكون من تعطش أراضيهم للمياه وهو الأمر الذي يؤدي الي بوار أراضيهم وتحميلهم خسائر فادحة. هذا الأمر يمثل مشكلة عويصة لمسيرة الاقتصاد القومي من كل جوانبه حيث إن الزراعة والتصدير يمثلان عاملين رئيسيين لتحقيق آمال وطموحات هذا الشعب في الحياة الكريمة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف