الأهرام
راندا يحيى يوسف
مترو أنفاق العجائب !
شاءت الأقدار ان أنضم للآلاف من المواطنين الذين إعتادوا إرتياد مترو الأنفاق – الخط الأول ذهابًا وإيابًا للوصول إلى مكان عملهم كل يوم، فهذا المرفق الحيوى الهام يوفر عوامل الراحة ويُجنبنا عناء القيادة خاصًة لمن يقطنون فى مناطق نائية.
ومن تعاملى اليومى مع هذا المرفق أكاد ألمس عن قرب معاناة معظم الركاب المتعاملين معه ، فلا يكاد يمر يومًا إلا وأصادف واقعة لغلق باب المترو على أحد الركاب ومعظمهم من السيدات أوالأطفال الصغار ، وتعرضت شخصيًا أكثر من مرة لهذا الأمر ، مما جعلنى أراقب عن كثب حركة القطارات وزمن التقاطر بين كل مترو والذى يليه والمهلة المحددة للمواطنين للصعود والنزول قبل غلق الـأبواب ، ووجدت ان أغلب مواعيد القطارات غير منضبطة وان مدة التقاطر تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق وأحياناً تزيد على ذلك ، كما ان ساعات الذروة هى أكثر الأوقات التى تتوقف فيها معظم القطارات عن العمل وتبدأ الإذاعة الداخلية للمترو فى النداء بان المترو به عطل وسيذهب للمخزن أو سيتوقف فى محطة رئيسية ويطلب من الركاب ان ينزلوا وينتظروا المترو الذى يليه والذى عادةً ما يكون ممتلئ على آخره بالركاب !
وإذا إفترضنا ان شدة الزحام والإقبال على المترو هما السبب وراء الإخلال بالتوقيت ، فماذا نقول عن الإنتهاكات اليومية فى حق الركاب ؟
فيومياً يحدث ان تستمع لصوت إستغاثة أو صياح لأحد أغلق عليه باب المترو وهو يصعد أو يهبط لأن السائق أو مساعده لم يعطى أى جرس أو صفارة إنذار بذلك ! والعجيب انه لا أحد يحاسب ولا أحد يعاقب، فتبدو الصورة وكأن الإستخفاف بآلام الناس قد وصل مداه ، طالما انه لا توجد شكوى مكتوبة ، فبالله عليكم يا سادة هل يعقل ان يشوه هذا المرفق الخدمى الرائع بسبب سوء خدمة العاملين به ؟
وهل يعقل ان يرتاد الناس المترو كوسيلة آمنة ويفاجئون كل يوم بتعرضهم لضرر جسيم بسبب عدم محاسبة المخطئين الذين يستهينون بوظائفهم الموكلة إليهم لخدمة المواطنين ؟
أعتقد انه لا يوجد أحد فوق القانون ، وأرى انه من يستهين بوظيفته فى هذا الجهاز الخدمى العملاق فلابد ان يعاقب ويترك مكانه لمن يستحقه ويستطيع ضبط نفسه وتأدية وظيفته بتفاٍن وإلتزام ، والأمر متروك للقائم بالإشراف على جهاز مترو الأنفاق والذى أتوسم فيه ردع المخالفين ووضع أولويات لتأمين الركاب والحفاظ على واجهة المترو كوسيلة من أكفأ وأهم وسائل نقل الركاب فى مصر .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف