يجب أن نعترف أن انتخابات الأهلي والصراع الشرس بين مرشحي الرئاسة. عفواً بين قائمتي طاهر والخطيب قد خرجت عن النص.. وتشهد عمليات ضرب تحت الحزام. وهي سمة جديدة في انتخابات الأهلي علي مدي العقود الأربعة الماضية.. فرغم سخونة انتخابات الأهلي منذ أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. إلا أنها كانت دائماً تلتزم بشعار الأهلي للجميع.. وكانت الدعاية الانتخابية لأي قوائم أو مرشحين لا تتعدي الحدود أو تخرج عن إطار روح الأسرة أو المصلحة العامة للنادي. ولم تشهد أي معركة انتخابية ميزانيات للدعاية تفوق كل الحدود وبالملايين!!
اليوم الموقف مختلف تماماً. فهناك معركة حقيقية يتم خلالها اتباع كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية لنيل أصوات الناخبين.. لأول مرة نشهد هذا البذخ الدعائي. و"الصرف الهبولي" في معركة انتخابية المفروض أنها معركة داخل حدود الأهلي.. وليست معركة في أنحاء القاهرة والجيزة. بل في مصر كلها.. واللافتات الضخمة تملأ الميادين.. وأي زائر لمصر فور أن تطأ قدمه البلاد. يظن أنها معركة لاختيار رئيس الدولة.. وليست مجرد انتخابات لاختيار رئيس النادي!!
لقد خرجت انتخابات بطل القرن عن كل ما هو مألوف.. تجاوزت جميع الأعراف والمبادئ والتقاليد التي شهدها الأهلي علي مدي أكثر من أربع عقود ماضية.. شهدنا أغاني مؤلفة تذاع في الفضائيات ومصروف عليها.. وهي دعاية جديدة لم تحدث من قبل.. وربما لن تحدث.. وكل المخاوف أن تصبح سمة مستقبلية لكل الأندية لأن الجميع تعود علي تقليد الأهلي!!
الدعاية الانتخابية خرجت عن الحدود المرسومة لها.. وبدأت تسير في دهاليز وطرق مظلمة.. وساعد علي ذلك حقيقة واحدة وهي ظاهرة الاختراق. الذي يتحدثون عنه.. وما يحدث من تجاوزات يؤكد أن الاختراق أصبح حقيقة.. بل تم اختراق الدعاية الانتخابية من شخصيات بالفعل تريد إفساد الكيان وتريد هدم المبادئ والتقاليد.. بل وتريد أن يظل الصراع أبدياً بين مرشحي النادي.. تلك الشخصيات استغلت تلك الانتخابات لتفسد الأجواء بين أبناء النادي. بل هناك منهم من لم يدخل النادي لعقود. ودخل بسبب الانتخابات!!
كم سررت عندما شاهدت طاهر يقوم في ستاد محمد الخامس بالدار البيضاء لمصافحة الخطيب خلال مباراة الوداد في نهائي أفريقيا.. وغمرتني السعادة عندما تابعت مؤتمر الخطيف الصحفي فضائياً. وتم استعراض أكثر من رائع لقيادات ورموز الأهلي. وشاهدت صورة محمود طاهر بين الرموز.. كانت صورة معبرة.. وأظن أن الخطيب أو مجموعته لو تجاهلوا صورة رئيس النادي الحالي لما حاسبهم أحد.. ولكن روح الأهلي ومبادئه وتقاليده التي بدأ يشكك فيها البعض الآن وأصبحت مثاراً للسخرية!!