صفاء نوار
طاقات شبابنا من إيطاليا إلي غليون
لم أصدق نفسي وأنا أشاهد الرئيس السيسي يفتتح أكبر مشروع في الشرق الأوسط به أكبر مزرعة للأسماك،وأكبر منطقة للتصنيع تنتج 6 آلاف وستمائة طن من الأسماك في الدورة الواحدة.. تغطي 70% من احتياجاتنا الداخلية وتقلل الاستيراد بنسبة 27%.. وتخفض أسعار الأسماك التي أصابها ماأصاب معظم السلع من الجنون.. وهو يقام في نفس المنطقة التي شهدت العديد من حوادث الموت،والتي تعتبر وكرا للهجرة غير الشرعية.. مشروع يضرب كل العصافير بحجر واحد.. فقد حول مستنقعات »غليون» بما فيها من أحراش وملاحات تنشر الأمراض والفزع في النفوس،إلي لوحة جمالية ومركز إشعاع مجتمعي يضم أبناءنا ويحتويهم ويوفر لهم فرص العمل،بدلا من محاولاتهم الهرب والبحث عن سراب ضائع في الغربة لن يتحول إلي واقع ابدا.
لم أصدق نفسي لأني عندي فكرة سيئة عن المشروعات التي يتم الإعلان عنها لمنع الهجرة غير الشرعية،بينما هي دافع ومحرض لها فقد عايشت منذ سنوات حلما حاولت إيطاليا تحقيقه لأهالي الفيوم بإنشاء مدرسة للتدريب علي فن البناء والنقاشة،لتستطيع استقبالهم علي أراضيها كحرفيين متميزين.. وتم تخصيص منحة حوالي 20 مليون يورو،ولم أسمع عنه بعد ذلك أبدا !.. لاهو ولا العديد من المشروعات الوهمية التي تختفي بمجرد الإعلان عنها.
أما ما حدث يوم السبت الماضي فهو حلم يتحقق ويستحق أن تخصص له قواتنا المسلحة من وقتها ومن جنودها من يستطيع أن يبني ويعمر ويحمي ويؤمن.