الأخبار
حمدى رزق
فيض الخاطر - الحاجة نعمة..
فعلا ما تهونش إلّا علي الفقير، وقال الشاعر: والفقرُ فيه شخوصٌ والغِني دعة والنَّاسُ في المالِ مرزوقٌ ومحدودُ، وفي الحث علي الجود والكرم يقول الشاعر: إذا تكرَّمتَ عن بذلِ القليلِ ولم تقدرْ علي سعةٍ لم يظهرِ الجُودُ، بُثَّ النَّوَال ولا تمنعْك قلَّتُه فكلُّ ما سدَّ فقرًا فهو محمودُ.
نعم محمود تبرع الحاجة » نعمة إبراهيم رضوان »‬، لصندوق »‬ تحيا مصر»‬، بمنزل تزيد مساحته علي 100 متر بالكيلو 22 بمنطقة العجمي بالإسكندرية، القيمة ليست في المنزل، ولكن في رمزية التبرع، علي قلته سد فقراً فهو محمود.
محمود منها، ولربما كان تبرعها بركة عن تبرع آخرين بالملايين بغية صورة مع رئيس الوزراء، قبلا كان رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب يلتقط صورة تذكارية مع كبار المتبرعين لصندوق تحيا مصر، من يزيد تبرعهم علي عشرة ملايين جنيه، يومها تمنيت عليه أن يلتقط صورة ولو سلفي مع متبرعة بعشرة جنيهات، واستقبلها مني بصدر رحب.
وضرب مثلاً، واستقبل الرئيس السيسي في القصر الجمهوري الحاجة »‬ زينب الملاح »‬ صاحبة الحلق الشهير» حلق زينب »‬، وثمن صنيعها وكرمها فيمن عنده، حسناً فعل الرئيس، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.
تبرع الحاجة »‬نعمة» قيمة فخيمة، البسطاء لايزالون يتذكرون صندوق »‬تحيا مصر»، لإيمانهم بالفكرة، والجود الذي يملأ حيواتهم، فعلاً أجود الناس من جاد عن قلة وصان وجه السائل عن المذلة، هؤلاء البسطاء هم أجود الناس، والكرم ضد اللؤم وقد كُرم الكريم بالضم كرما فهو كريم، وقوم كرام وكرماء وهم بسطاء.
للأسف غيرهم من الموسرين لم يعودوا يتذكروا صندوق »‬تحيا مصر» إلا في المناسبات فيها عدسات، صورة سيلفي مع الصندوق، وبعد أن ينفض المولد، وتنصرف الكاميرات انفضوا من حوله وانصرفوا.
بح صوت الرئيس ينادي عليهم، للأسف غلة الصندوق لم تحقق حتي عشرة في المائة من المستهدف رئاسياً، ورغم تبرع الرئيس بنصف ثروته ونصف راتبه، وكذا تبرع وزير الدفاع وقادة الجيش وكبار المسئولين بنصف رواتبهم في الصندوق عن طيب خاطر ولأغلي اسم في الوجود، إلا أن من يملكون المليارات ويكسبون الملايين عزوف عن الصندوق ويتوارون خلف ستار الأزمة الاقتصادية التي يتربحون منها، وهم تجار الأزمات ويسلعون حاجات الفقراء بضاعة.
تمعن في قول الحاجة نعمة: »‬ميجيش حاجة جنب دماء المصابين والشهداء اللي بيروحوا كل يوم فداءً لمصر.. ودي أقل حاجة أقدمها لبلدي»، الله عليك يا ست الكل، يا كُمّل، قلب الأم، جود الأم، تخرجها من فمها لأولادها، إحساس راقٍ، مشاعر طيبة، وقلب من ذهب، النساء في مصر يضربن أعظم الأمثال، ويسطرن أحسن القصص.
لو وضع الميسورون أيديهم في جيوبهم وأخرجوا دفتر الشيكات المليونية، لامتلاء الصندوق، ليفيض خدمات ومستشفيات ومدارس ومصانع، لفاض خيراًعلي الفقراء، ولا ينقص مال من صدقة، أبسطها إخراج زكاة المال، لو صدقوا ربهم في إخراج زكاة المال وخصصوها لصندوق »‬ تحيا مصر» وهناك فتوي من دار الإفتاء المصرية بجواز إخراج الزكاة لسد حاجات الفقراء، والصندوق صندوق الفقراء، لكان خيراً عميماً.
لن نتسول منهم، ولا نقبحهم، وفي القول الماثور »‬ ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام»، فقط تبرعوا لوجه الله، اللقم تزيح النقم، ونقمة الفقير تزلزل الجبال، الفقراء أحباب الله، والكرماء أجود من الريح المرسلة، والمتبرع الكريم كان لقباً محبباً.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف