عشقت النيل وارتبطت بعلاقة حميمية به ككل المصريين وإن كان من فضل الله علي أنني قاربته في طفولتي وصباي وشبابي وكهولتي ومازلت............ شاطئه كان ملعبي في الطفولة وهواية الصيد شغلت عمر الصبا والشعر والهيام والغرام استهلم منه في فترة الشباب............... عندما تضيق بي الأمور أجد ملاذي في قربه حيث راحة البال وسكينة النفس وسلامة التفكير كلما امتد النظر إليه. يبدو أن تقديس قدماء المصريين لهذا النهر الخالد مازال يسري في عروقنا............... ما قبل انتهاء ظاهرة الفيضان ببناء السد العالي كان النيل يمثل القوة والعظمة والجبروت ــ أليس هو مانح الحياة للمصريين ــ ثم جاءت فترة تكالب عليه وتطاول الأبناء والأحفاد بالتلوث حيناً وبالأهدار أحياناً.
وتمضي الأيام وملامح الشيخوخة المبكرة بفعل الأشرار من الأبناء تبدو واضحة للعيان علي النهر العظيم من كثرة ما ارتكب في حقه من مآسي ومخازي فبعد أن كنا نحتفي به ونلقي له أجمل بناتنا أصبحنا نرمي الجيف والمخلفات. بالأمس القريب ومع ما تلوكه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمفروءة من تطاول الآخرين عليه ومحاولة التأثير علي مساره بأسباب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب بفعل الأحباش من ناحية وبدوافع مسموعة من آخرين حاقدين كارهين للخير. جبلوا علي هذا السلوك الشائن مع مصر تحديداً........... النيل يتألم حيث التعدي ليس من الأبناء فقط ولكنه من الغير أيضاً ــ منذ عدة شهور كتبت عن قناعة أننا في ظل قيادة السيسي لن نفقد قطرة مياه واحدة. ومازلت عند رأيي بل أكثر إصراراً وقناعة بأننا نعطي ملف الموضوع أهميته البالغة وأن الأزمة تدار بحنكة وعقلانية........ لندع هذا الأمر الجلل للقيادة الأمينة الوفية المخلصة لمصرنا العزيزة وشعبها العظيم ولن نكرر ما سبق عند الحديث علي الملأ عن مواجهة سد النهضة بطريقة كلها خبل وهبل علي مسع مرأي من العالم كله ومازلنا ندفع ثمن هذا السلوك الغبي.................. .
يبقي ما يجب أن يلتزم به المصريون واتذكر قول الشاعر "اليوم خمر وغداً أمر" لابد أن نتعامل مع نهر النيل ومياهه بكل احترام وتقدير.