الأهرام
علا السعدنى
الشوباشي في مواجهة الشعراوي !
علي من يلعب بالنار أن يكتوي بلهيبها , وهاهي الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي , وقد أشعلت النيران بحوارها الصحفي الذي أجرته مؤخرا وشنت من خلاله هجوما حادا علي الشيخ الشعرواي !
فمن وقتها والخلافات بيننا تنتشر كالنار في الهشيم , فهناك من يؤيدها وهناك طبعا من يعارضها , والطبيعي وكما تعلمنا ودرسنا من قبل أن الحوارات تحمل الرأي والرأي الأخر , علي اعتبار أن "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية " !

وهيهات هيهات أن يحدث هذا عندنا , فنحن دائما أبعد ما نكون عن ذلك , لأنه وببساطة شديدة المفروض عندنا شيء والواقع شيء أخر مختلف تماما !

المتحدثين أو المتحذلقين ممن يطلق عليهم " النخبوية " هم من يوقعون أنفسهم ويوقعوننا معهم في دائرة تصريحاتهم المستفزة والصادمة !

تناولهم تحديدا لسيرة الرموز هو من يوقعنا في تلك المناقشات والجدل العقيم , بعد أن اعتادوا مؤخرا علي مهاجمة وإهانة وسب رموزنا تاريخية كانت أو وطنية , سياسية , دينية , والأخيرة بالذات يوجد تجاهها حساسية مفرطة عند الاقتراب منها , فهناك الآلاف وربما الملايين ممن يدافعون عن محبيهم أو مريديهم من هؤلاء الرموز

والدهشة والحيرة والاستغراب وما يليه من الاستنكار أيضا , أن من يعطوا الحق لأنفسهم بمهاجمة أي من الرموز السابقة تحت زعم أنها حرية فكرية وتنويرية وتصحيح مفاهيم خاطئة وكسر تابوهات يعتبرونها في حكم الأصنام !

هم أنفسهم من لا يسمحون بالشيء نفسه لمن يدافع عن تلك الرموز ، وإذا حدث لا سمح الله , ينقلبوا عليهم ويصبوا عليهم وابل لعناتهم واتهامهم بالجهل والتخلف والتشدد الديني وغيره من تلك التهم المعلبة والمحفوظة ظهرا عن قلب من أولئك النخبوية الليبرالية المثقفة وألخ الخ ... !

بدليل أن " الشوباشي " لا تري الشيخ الشعرواي " رمزا " , بل هو في نظرها شخص مثير للفتن الطائفية وخائن وعديم الوطنية والانتماء , بحجة أنه صلي لله شكرا علي هزيمتنا في 67 ، بينما في المقابل تلقي قصائد شعر في تمجيد الزعيم جمال عبد الناصر !

فعبد الناصر بالنسبة لها ولكل الناصريين هو فقط من يستحق وصفه بالرمز ، ونحن بدورنا أيضا لا ننفي تلك الصفة عنه

الشيخ الشعرواي أيضا له مكانة خاصة جدا في قلوب ملايين المصرين , فهو قيمة وقامة دينية كبيرة , سواء شاءت الشوباشي هذا أم أبت !

الشعرواي لديه أخطاء ؟ نعم لديه أخطاء فهو في النهاية مجرد بشر! , لكن حبنا له نابعا من قدرته وإعجازه في تفسيره للقرآن الكريم وآيات الذكر الحكيم , ناصر أيضا لديه مساوئ وسلبيات , ومع ذلك نحبه ونعشقه لانجازاته العديدة للوطن وحفاظه علي وحدتنا وعروبتنا .

إذن من يدافع عن شيخنا الجليل ليس بالضرورة مخطئ ولا جاهل ولا متخلف كما تصفهم الكاتبة الناصرية ومؤيديها , وإذا كان هناك مخطأ حقيقي فلتكن هي لأنها من أشعل النيران عندما تطاولت علي الشعرواي , ونسيت أن عشاقه لن يقفوا صامتين أمام تطاولها ، إذن فلتتحمل عقبات رأيها وتقبل الهجوم المضاد حولها بنفس الروح الرياضية التي تطالب الغير بها !

وإلا فليس من العدل أن نجد من يطالب الناس بحرية الرأي واحترام الأخر , بينما يشتاطوا غضبا إذا خالفهم أو عارضهم أحد , نتمنى أن ينظر أحدهم في " المرآة " ليري بنفسه ما يطرأ علي وجهه من امتعاض واشمئزاز إذا أضفنا كلمة " رمز " علي شخصياتنا الدينية أو التاريخية أو الوطنية العظيمة

والعكس تماما لو كان هذا الشخص مثلا أجنبي أو ليبرالي أو علماني أو شيوعي أو ماركسي , هنا فقط تنشرح وجوههم وتنفرج أساريرهم وتنكشف عوراتهم التي تعبر عن مدي انحنائهم احتراما وتقديرا لهم ولمكانتهم داخل نفوسهم !

إذن ومثلما لكم رموزكم فلا تحرموها علي غيركم ، نعم نحب رموزنا ونحترمهم , دون أن نقدسهم حسب زعمكم ، وسنقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه بسبهم أو الهجوم عليهم , وإذا كانوا هم ليسوا علي قيد الحياة وغير قادرين علي أخذ حقهم , فنحن وبالنيابة عنهم نستطيع أن نعيد اليهم حقهم ونرد لهم اعتبارهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف