جمال زايدة
تأملات سياسية - وجه مصر الثقافى
أعتقد أنه قد آن الأوان للاهتمام بتحويل مصر إلى مركز ثقافى فى منطقة الشرق الأوسط وهى مؤهلة لذلك بامتياز ، رصيد مصر الثقافى الذى قدمته خلال القرنين التاسع عشر والعشرين فى المنطقة يقول إنها الأكثر إشعاعا والأكثر تأثيرا ، والإنتاج الثقافى ليس فقط الكتاب والسينما والأوبرا والموسيقى، بل والدراما التليفزيونية وصناعة السينما التى تمتلك القدرة على التأثير بنعومة وبسلاسة . أتابع الموجة الحديثة من الأفلام الأمريكية الخاصة بما يسمى «الخيال العلمى» والتى تبشر دائما بما سوف يحدث خلال السنوات المائة المقبلة فى العالم، وأقول إن صناعة السينما فى هوليوود تبلور أحلام المؤسسة العسكرية والسياسية ووكالة الفضاء « ناسا» وكبار الفاعلين فى النظام الاقتصادى الآن مثل «أمازون » و«فيس بوك» و «جوجل» الذين يتصدرون قوائم الشركات الأكثر أهمية فى بورصات نيويورك ولندن وطوكيو .صناعة السينما فى مصر تمثل ذاكرة الأمة وعقلها النابض والمتجدد وإنفاق المليارات على هذه الصناعة سوف يأتى بمردوده على «الدولة المصرية » المزيد من القوة والمزيد من المناعة والمزيد من الفاعلية .. لذا يجب ألا تكون بعيدة عن صانع السياسة لكن أيضا أن تبتعد بقدر يسمح لها بممارسة الإبداع فى جو من الحرية ، ما سيفيد السينما المصرية إطلالة تدرك المزايا ودعم غير مباشر من خلال القطاع الخاص والابتعاد عن السيطرة الخانقة وإتاحة الفرصة للسينمائيين للتعبير عن أحلام المصريين.
بالأمس تم افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى برعاية من شبكة قنوات dmc وهو ما قد يشكل بداية، والأهم، هو الاهتمام بمدخلات صناعة السينما لانها هى التى ستؤهلنا لإطلاق مهرجانات تليق بالأمة المصرية .