عبد القادر شهيب
شيء من الامل - ينساقون وراء الإخوان !
مفهوم ان يعادي الإخوان الجيش المصري ويتهجّمون عليه ويسخرون منه،، ولكن غير مفهوم ان ينساق وراء الإخوان في ذلك من لا ينتمون لهم ويختلفون عنهم سياسيا ويرفضون أفكارهم التكفيرية،
مفهوم ان يعادي الإخوان الجيش ويتهجّمون عليه ويسخرون منه لأنهم يعتبرونه عدوا منذ نحو سبعة عقود عندما أخفقوا في فرض وصايتهم علي حركة الضباط الأحرار في عام ١٩٥٢، وضاعت منهم الفرصة الأولي لحكم مصر أو علي الأقل المشاركة في هذا الحكم،، لذلك صفقوا للعدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ وسجدوا لله شكرًا بعد هزيمة ٦٧،، وفي عام ٢٠١١ حاولوا الإيقاع بين الجيش والشعب مرارا حتي يتمكنوا من الإمساك بالفرصة الجديدة السانحة للوصول إلي حكم البلاد،، ثم ازدادت عداوتهم للجيش المصري عندما انحاز لجموع الشعب المصري التي انتفضت ضد حكمهم الفاشي المستبد عام ٢٠١٣ واعتبروه هو وقائده عبد الفتاح السيسي هو العدو الأول لهم، لأنه انتزع منهم الحكم الذي ظلوا يحلمون به ثمانية عقود متصلة، ومن اجل تحقيقه فعلوا كل شيء ابتداء من التواطؤ مع الأمريكان وحتي ممارسة العنف والتعاون مع التنظيمات الإرهابية المختلفة.
لكن ليس مفهوما أن ينساق البعض وراء الإخوان في معاداة الجيش والتهجم عليه، رغم انهم يدركون انه لولا انحياز الجيش للجماهير المصريه في يونيو ٢٠١٣ ما كنّا تخلصنا من حكم الإخوان الفاشي والمستبد، ويدركون ايضا أن هناك من يستهدف خارج البلاد جيشنا ولا يرضي ان يكون قويا ويسعي لإضعافه، وأن البلاد آلتي خسرت جيوشها فقدت كيان دولتها الوطنية وصارت أرضا مستباحة للنفوذ الأجنبي مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن من كل صوب، سواء من قوي دولية او إقليمية،، والأكثر من ذلك فإن هؤلاء يعرفون أن استهداف الجيش يعيد لنا خطر الإخوان الذي ذقنا مرارته عاما كاملا كدنا ان نفقد فيه هويتنا الوطنية وكيان دولتنا الوطنية.
وأنا هنا لا أتحدث عن هؤلاء الذين ربطوا أنفسهم منذ وقت مبكّر بالمخططات الأمريكية التي كانت تستهدف تمكين الإخوان من حكم مصر وعدد من البلاد العربية الأخري، فهولاء يفعلون ما يؤمرون به ويتصرفون مثل عرائس المابتشو،، وإنما أقصد هؤلاء الذين يرفضون مثل هذه المخططات ولكنهم للأسف الشديد ينساقون وراء الإخوان في التهجم علي قواتنا المسلحة، ولا يدركون انهم سوف يلدغون من ذات الجحر مرة أخري، وأن أية لدغة جديدة من هذا الجحر ستكون قاتلة لنا جميعا بمن فيهم هم،، أفيقوا أيها الغافلون،، فكم أضاعت غفلة مماثلة دولا حولنا.