مديحة عزب
نقطة نظام - أبرئوا ساحته في يوم مولده
لا أعرف بأي وجه ستحتفلون يا مشايخنا الكرام وسنحتفل معكم بذكري مولد الرحمة المهداة سيد البشر صلي الله عليه وسلم والتي تهل بعد أيام.. بأي وجه وقد أسأنا إليه عبر مئات السنين أيما إساءة.. أسأنا إليه برواية قصص وأحاديث عنه تحرض علي الكراهية والعدوان، وتعامينا عن كونه الرحمة المهداة والأخلاق السامية التي مدحها العلي القدير في محكم آياته »وإنك لعلي خلق عظيم».. أسأنا إليه عندما تركنا هذه الأكاذيب ترتع بيننا في كتب التراث دون أي مراجعة بينما كان الواجب تنقية ساحته والإعلان علي الملأ بكل شجاعة أنه بريء من هذه الافتراءات.. هل سمعتم اعترافات الإرهابي الليبي عندما قال إنه لم يقتل إلا بأدلة شرعية وفقا لما قال الله وقال الرسول وإن الجهاد في سبيل الله تكليف سماوي وهجرة إلي الله وفرض عين علي كل مسلم لذلك كان عليه أن يبادر لجهاد الطلب دون أدني انتظار وإن الجهاد يلغي الحدود الجغرافية وإن أرض المسلمين سداح مداح واعتبر الإرهابي أن مجيئه إلي مصر في حد ذاته كان صدقة جارية، وعن أموال الغير قال إنه يستحلها تصديقا لجعل رزقي تحت ظل رمحي.. ما قولكم الآن يا مشايخنا الأفاضل.. أليس كل ما قاله الإرهابي يرتع في كتب التراث والتي اعتبرتم أن كل ما فيها دين غير قابل للتشكيك وأن أي مطالبة بمراجعتها إنما هي محاولة لهدم الثوابت.. أي ثوابت تلك التي تجعل الإرهاب يسرح ويمرح في طول البلاد وعرضها ويتجول كيفما شاء بعدما تغلغل الفكر السلفي المغلوط في كل قري ونجوع مصر ومن بعدها استطاع أن يتسلل إلي خارج مصر وينتشر ويصبح أتباعه بالملايين، راحوا يقتلون ويحرقون ويدمرون وهم يعتقدون أنهم يجاهدون في سبيل الله.. لقد طلب رئيس الجمهورية منكم منذ ثلاث سنوات تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة لمواجهة الأفكار المتطرفة التي لا تلد إلا إرهابا، ومنذ ثلاث سنوات أيضا بدأتم في حربكم المعلنة قولا وفعلا وبكل السبل، بس علي ميييييين؟.. علي كل أصحاب الفكر ودعوات التجديد بالتشويه والتحقير والاتهام بهدم الثوابت والملاحقات القضائية والسعي لتكميم أفواههم.. ثلاث سنوات ولا من تفسيرات قرآنية صحيحة لمواجهة الفكر الإرهابي.. ثلاث سنوات ولا من خطوة جادة لتصحيح الفكر المغلوط اللهم إلا اختصار بعض الحشو المطول وغير المطلوب في بعض المناهج.. ثلاث سنوات ولا من محاولة واحدة لوقف نشر الأوبئة الفقهية للفكر التراثي أو تمحيصه.. ذلك بالرغم من أن الثلاث سنوات كانت كافية جدا لتفريغ الجماعات الإرهابية وهدمها من الداخل.. أما الذين لايزالون يحدوهم الأمل في إمكانية التجديد فأنا في الحقيقة مندهشة.. هوه انتم لسه يا جماعة مصدقين إن فيه حاجة اسمها تجديد الخطاب الديني في مصر في ظل جلوس هؤلاء علي مقاعدهم؟.. طب بأمارة إيه؟.. هل بأمارة إنه مع كل الإرهاب الذي كابدناه منذ سنين وحتي الآن لم يطلع علينا شيخ أزهري واحد يوحد ربنا ويقول علي الملأ إن »أمرت أن أقاتل الناس» و»جعل رزقي تحت ظل رمحي» وغير ذلك من الأقاويل التي تحرض علي الكراهية والعدوان ليست بأحاديث صحيحة لتناقضها المفضوح مع القرآن.. يقدر حد يعمل كده؟..
ما قل ودل:
الحياة لا تعطي دروسا مجانية لأحد..