الأخبار
هشام مبارك
احم احم ! - صبراً آل نور.. فإن موعدكم الجنة
مش حاتكتب اسمي بقي في الجرنان يا خالي؟
هكذا كان الحبيب الغالي نور عباس نور ابن بنت عمتي آمال نور والتي هي في مكانة كبري شقيقاتي يقول لي مداعبا كلما رأيته ولو للحظات قليلة في البلد فقد كان كالطير يغدو خماصا ويعود بطانا متيقنا علي رزق الله عز وجل فأرد عليه ضاحكاً: لما أطفالك يكبروا يا نور ويتجوزوا ليك عليا أنشر اسمك وبالبنط العريض، فيقول مودعا وهو يجري حتي يلحق بعمله: العمر الطويل ليك يا خال! بل العمر الطويل لك يا ابن اختي، هكذا كنت أرد علي نور بينما هو لا يسمعني حيث يكون قد اختفي من أمامي في ثوان معدودة ليلحق بأكل عيشه حيث كنت أدعو الله أن يعينه علي مسئولياته الجسيمة بعد مرض شقيقه الأكبر أحمد عباس ووفاة شقيقه الثاني سيد أحمد عباس منذ أقل من عامين في حادث عمل وهو في طريقه للمحجر الذي يعملان به في السباعية تاركا طفلين أحدهما جاء للحياة في نفس لحظة ارتقاء روح أبيه للرفيق الأعلي فإذا بنور يجد نفسه مسئولا عن كل من في البيت مسنودا بدعاء ورضاء الأم الثكلي الصابرة المحتسبة المبتلاة في فلذات أكبادها والذين يقعون أمامها في حياة عينها ما بين مريض ومفارق للحياة وهم في عز الشباب وكان كل العوض في نور ذلك الفتي الأسمر زينة شباب عائلة الشيبانية بالبياضية والأقصر صاحب أجمل ابتسامة كفيلة بأن تضيئ الكون كله فلم يكن يكف عن الابتسام والضحك والمرح رغم همومه، نور الشهم الذي لم يخذل أمه ولا شقيقه المريض ولا روح شقيقه المتوفي ولا شقيقه الأصغر محمود ومن قبلهم روح أبيه فتصدي للمسئولية برجولة كانت طبعا أصيلاً فيه وليست مفروضة عليه بفعل الظروف، فهو المتحمل لتكاليف زواج شقيقاته البنات وكذلك أشقاؤه عن طيب خاطر، نور الذي يحرِّم علي أطفاله أي شيء قبل أن يوفره لبيوت الكل من قبلهم، نور الذي بحثت أمه في ذاكرتها طويلا عن لفظ أو كلمة ربما يكون قد قالها لها في لحظة غضب فأغضبها فلم تجد.، واليوم جاء الفيس بوك بخبر رحيلك بسكتة قلبية في نفس المكان الذي شهد رحيل شقيقك سيد أحمد، ذلك الفيس الذي يمتلئ اليوم بنعيك لم تكن تملك يا نور رفاهية الدخول عليه بعد أن وهبت كل وقتك للمسئولية الملقاة علي عاتقك، بحثت لك عن "أكاونت" فلم أجد، عن صورة سيلفي لألقي عليها نظرة فلم أجد لك ولو صورة واحدة عليه، وكأني أسمعك تقول: فيس إيه وسيلفي إيه يا خالي مانت عارف البير وغطاه ده أنا يا دوب بعد 6 أيام شغل في السباعية بارجع الخميس آخر النهار من المحجر أشوف طلبات البيت وأقضي الجمعة مع أمي والعيال وفجر السبت أبدأ رحلة أسافر الشغل من جديد..أحقا رحلت يا نور؟ هل صحيح أنني لن أجدك في البياضية عندما أعود إليها مجددا؟ ألحقت فعلا بالأحباب الذين سبقونا إلي دار لا نصب فيها ولا شقاء؟ ألا تنتظر حتي تري اسمك في الجرنان بالبنط العريض كما كنت تطلب أم أن شوقك للقاء الأحبة قد غلبك؟ هل فعلا رحلت وغابت معك أحلي كلمة خالي سمعتها في حياتي؟ اللهم لا اعتراض علي حكمك، اللهم أسكن ذلك الرائع الجميل نور عباس فردوسك الأعلي، ووداعا يا حبيبي يا نور ولا تنس أن تسلم لنا علي كل الأحباب. علي جدك الحاج نور وجدتك عمتي هند وعمتي رقية وعمي صادق وعمي السعدي وخالاتك سعاد والحاجة سكينة وأخوالك الحاج عبد اللطيف نور أبو بكر والقاسم نور ومصطفي نور وأحمد نور. وصبرا للخنساء آمال نور وصبرا للحبيب الصابر عبد المنعم نور وأم كلثوم وزينب وصبرا جميع آل نور فإن موعدكم الجنة بإذن الله.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف