الأخبار
شريف رياض
فوق الشوك - أين الإعلام من الانتخابات الرئاسية ؟
تحدثت في الأسبوع الماضي عن دوران عجلة الانتخابات الرئاسية وترتيب اجراءاتها وفقا للجدول الزمني الذي ستحدده الهيئة الوطنية للانتخابات.. لم يتبق أكثر من عشرة أسابيع ونجد أنفسنا في قلب المعركة الانتخابية مع أواخر يناير أو أوائل فبراير القادمين عندما يتم فتح باب الترشيح.. ورغم قصر المدة المتبقية أجد أجهزة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في واد آخر.. غائبة عن الوعي لايشغلها إلا تخاريف شيرين عبدالوهاب وتطاول فريدة النقاش علي الشيخ الشعراوي وغيرها من توافه الأمور التي لايترتب عليها إلا تشتيت الذهن واثارة الخلافات والصراعات التي لاطائل من ورائها.
العقل والمنطق يفترضان أن تركز أجهزة الاعلام وخاصة الفضائيات التي تدخل كل بيت .. ومواقع التواصل الاجتماعي علي معركة الانتخابات الرئاسية.. تناقش ما هي السمات الشخصية والخبرات التي يجب توافرها في المرشح لرئاسة الجمهورية وتستطلع رأي الأحزاب في استعداداتها لهذه الانتخابات وهل تنوي خوض المعركة بمرشحين من قياداتها أم ستكتفي بتأييد أحد المرشحين المستقلين المحتملين.. وهل يتوقع أن تلتف عدة أحزاب حول مرشح واحد ؟
أتصور أن تهتم أجهزة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتوعية الناخبين بضرورة مشاركتهم في الانتخابات وتأكيد أن هذا حق دستوري لايجوز التخلي عنه وأن تركز علي استعراض الانجازات التي تحققت في جميع المجالات خلال السنوات الأربع الماضية علي مختلف المستويات المدنية والعسكرية.
المشروعات الكبري وخاصة مشروعات البنية الأساسية والمشروعات الانتاجية والخدمية لانهتم بها إلا مع قرب افتتاحها أو في التغطية الاعلامية لحفلات الافتتاح رغم ماتحمله هذه المشروعات من خير لمصر سيغير وجه الحياة علي أرضها ويفتح أبواب الأمل أمام شعبها في مستقبل مشرق بإذن الله.
دعوتي للاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للاهتمام بهذه المشروعات وتكثيف الحديث عنها لايأتي بهدف الدعاية الانتخابية للرئيس السيسي أو للترويج لاعادة انتخابه لكنني أري أن هذا حق الشعب علي الاعلام أن ينير له الطريق ويوضح الحقائق ويكشف أبعادها المستقبلية ليعرف الشعب علي أي أرض صلبة يقف.
عملاً بهذا المنطلق الذي أدعو اليه أقول أن مشروع المزرعة السمكية ببركة غليون الذي افتتحه الرئيس السيسي منذ أيام أحد أهم المشروعات التي تم تنفيذها في الفترة الماضية.. كنت أتابعه منذ بداية الاعلان عنه وانتظر افتتاحه بفارغ الصبر.. هذا المشروع الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط بالاضافة إلي أهميته في توفير الأسماك بأسعار مناسبة وخفض وارداتنا منها التي تبلغ ١٣٪ من اجمالي الاستهلاك فإنه يتيح ١٥ ألف فرصة عمل لأبناء كفر الشيخ وخاصة مركز مطوبس الذي اشتهر بأنه من أهم المناطق التي ينتشر بها سماسرة الهجرة غير الشرعية ويشجعون شبابها علي السفر في رحلات الموت التي نسمع ونقرأ عنها كل يوم.. الآن ستكون أمامهم الفرصة للعمل في وطنهم وبين أهلهم في مشروع متكامل لايقتصر علي أحواض تربية الأسماك والجمبري فقط بل يمتد ليشمل مركزين للبحوث والتدريب ومصانع أعلاف لتغذية زريعة السمك ويرقات الجمبري ومصانع للتجهيز ولانتاج عبوات الفوم والثلج ومساكن للعاملين.. باختصار هو مشروع متكامل لخلق مجتمع زراعي صناعي سكني قامت بتنفيذه القوات المسلحة التي لانستطيع مهما قلنا أن نوفيها حقها من الشكر لكل ماتبذله من جهد لوضع مصر علي الطريق الصحيح للتنمية الشاملة بما يؤهلها أن تحتل المكانة الاقتصادية التي تستحقها علي مستوي العالم.
المهم أن تحسن الحكومة عملية توزيع انتاج هذا المشروع العملاق وتوفيره في جميع المحافظات بأسعار مناسبة لتأكيد ثقة المواطن أن ماينفذ من مشروعات انتاجية وخدمية ـ وإن طال وقت تنفيذها ـ فإنها في النهاية تعود عليه بالخير وتخفض من تكلفة المعيشة.
ماذكرته عن مشروع المزرعة السمكية ببركة غليون ينطبق علي عشرات المشروعات الأخري.. لا أحد ينكر التحسن الكبير الذي طرأ علي حالة الطرق من حيث الجودة وإنشاء طرق جديدة في مناطق صحراوية تمهيدا لبدء التنمية حولها.. لا أحد ينكر أنه أصبح من حق كل شاب الحصول علي شقة بسعر مناسب وتم فعلاً افتتاح عدة مشروعات تحقق هذا الهدف.. لا أحد ينكر التحسن الذي طرأ علي ميزان المدفوعات وزيادة الصادرات وتراجع الواردات.
أين الاعلام من كل هذه الانجازات ؟

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف