الأخبار
نعم الباز
مصر البشر - في ذكري ليلي مراد الـ ٢٢
تذكرتها حينما غنت اصالة بصوتها الرخيم الجميل وفستانها الاجمل اغنية ليلي مراد (ياللي بدعتوا الفنون) ونسيت معظم الكلمات وكانت سقطة شديدة من مطربة جميلة الصوت رائعة الاداء وكنت استمع إليها وأنا أرجو أن تكون قد حفظتها جيداً خصوصاً أنها ذات صوت ساحر ولكنها للأسف الشديد ارتدت ثوباً رائعا انتقته بعناية لم ترتد ليلي مراد مثله ولكنها غنت أغنيتها الساحرة بشكل جميل والغريب أن المطربات هذه الأيام يعتنين بالأثواب والتسريحات. حقيقة أنه زمان كانوا يعتنون بالملابس والتسريحات ولكن كانت العناية الأولي منصبة علي الكلمات والاداء اما الان فلكل عصر ادواته أو أن (لكل عصر وله اذان)فالأذان الان للفساتين وليس للكلمات ولا للأداء وكله (فالاعتماد علي الفرق) لتكون معها الموسيقي مكملة للأغنية.
اما عن الرقيقة ليلي مراد فكانت البروفة لديها تمتد لثماني بروفات حتي تتأكد من اللحن ومن أدائها للحن فكانت تعيد إذا لم يعجبها اداؤها وكانت الفرقة تحب هذا الاداء لكنها كانت ترفض حتي تكون متأكدة من ادائها للحن وكانوا يضجون من هذه الوسوسة ويقولون إنها تلميذة عبدالوهاب فهو موسوس للغاية ويعيد اللحن حتي يتأكد منه من أجل جمهوره وقد كانت ليلي مراد حريصة في افلامها الاستعراضية الغنائية أن تكون الاغنية مناسبة تماماً للحالة التي عليها المشهد الذي تظهر فيه ولم تكن تحب أن تتدخل في شأن المخرج إلا في حالة الاغنية فكانت لها مقولة مشهورة - الاغنية بتاعتي وأنا حرة في اختيار المكان فاختارت أغاني فيلم شاطئ الغرام بنفسها وسارت مع المخرج مشواراً طويلاً حتي وصلت الي مكان (رايداك والنبي رايداك) واضطرت أن تخلع حذاءها لتصعد إلي مكان الاغنية وكانت هذه الاغنية من أنجح اغاني فيلم (شاطئ الغرام) وأصبح كل الاحبة يغنونها فيها.
وانتظر مخرج الفيلم أن يصعد بكاميرته إلي مكان مرتفع لكي يصور ليلي مراد في المكان الذي ارادته وكانت الحركة صعبة بالكاميرا في تلك الأيام ولكن في النهاية كانت الصورة جميلة وأعجب بها الجمهور وخرجوا من الفيلم وكل حبيبين مصممان علي قضاء شهر العسل هناك وأصبحت مرسي مطروح منذ ذلك الحين مكاناً لشهر العسل محببا لكل عروسين لا لأنه مكان جميل فحسب ولكن لأن ليلي مراد حببت المكان إليهم.
وقد كانت مرسي مطروح مدينة بعيدة في ذلك الحين عن أعين الناس وظلت بعيدة لمدة طويلة فلما غنت ليلي مراد أغنيها وفيها (يا ساكني مطروح جنيّة في بحركوا الناس تيجي وتروح وأن عاشقة حيكوا) فكانوا يتسابقون للسفر إليهناك وكان السفر بعيداً جداً في ذلك الحين ولكن الناس أحبوا مرسي مطروح بسبب اغنية ليلي مراد.
وكم من اغنيات تسببت في حب اماكن لم نكن نعرفها ذهبنا إليها وجدناها لا هي جميلة ولكن الصوت الجميل جعلها تبدو جميلة في أعيننا.. هذا لا يعني ان مرسي مطروح ليست جميلة.. إنها جميلة وجميلة جداً كمان.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف