هل أصبحت شاشات الفضائيات منابر يستغلها الباحثون عن الشهرة لفتح النار
علي خصومهم وذبحهم..؟
وهل أصبح طبيعيا أن نري في الفضائيات رجال قانون يخرقون القانون.. فيطلقون
التهديدات والسب والقذف علنا أمام المشاهدين.. أو يطلقون الاتهامات والأحكام علي الهواء بكل بساطة.. والدليل »قالوا له»‬؟!
هل أصبحنا لا نجد ما يشغلنا حتي نفتش في دفاترنا القديمة.. ونعيد إحياء أخطاء عمرها سنوات لنشغل بها الناس ووسائل الإعلام وساحات القضاء.
هذا ما رأيناه بالفعل خلال الأسابيع الماضية في أشهر برامج التوك شو.. فتبدأ القصة باصطياد أخطاء المشاهير ورفعها علي الفيسبوك الأسرع انتشارا.. وتزداد سخونة القصة حينما يتلقاها بعض رجال القانون الذين صنعوا شهرتهم من دعاواهم القضائية المستمرة ضد المشاهير، وهؤلاء للأسف.. أصبحوا ضيوفا دائمين لبعض البرامج »‬اللي عايشة علي الخناق والتطاول بين الضيوف..بالكلمات..واللكمات».. وسط هدوء وبراءة شديدة من مقدم البرنامج الذي يكتفي بكلمة »‬ميصحش»، فلم نعد نري مذيعة تردع.. ولا مخرج يفصل.. ولا ضيف يتم طرده لتجاوزاته، وكلما امتدت وصلة الصريخ.. زادت سخونة البرنامج وشهرته.. وزادت معها شهرة الضيوف.. وقد تستمر الزوبعة أسبوعا أو اثنين.. ثم تختفي أخبار البلاغات والدعاوي.. وقد يتم التنازل عنها بعد أن أدت غرضها الإعلامي!.
أتمني من رجال القانون - الذين تخصصوا في دعاوي الادعاء المباشر - أن يسخروا
وقتهم وعلمهم وجهدهم في دعاوي تحمي المجتمع من الفساد والاستغلال.. وهي كثيرة في مجتمعنا.. مثل الإهمال في المستشفيات والمدارس.. وتلويث الماء والهواء بالمخلفات.. واحتكار المنتجين وجشع التجار.. وهي بالتأكيد أهم وأنفع إذا كان هدفنا الصالح العام.