الأخبار
خالد جبر
أضواء وظلال - انتخابات الأندية الرياضية.. ومفهوم العمل التطوعي
يعيش الوسط الرياضي في تلك الأيام حالة من الحراك والنشاط غير المسبوق.. هي المرة الأولي التي تجري فيها انتخابات مجالس إدارات الاتحادات والأندية الرياضية خلال شهر واحد تقريبا عقب صدور قانون الهيئات الرياضية الذي طال انتظاره.
تختلف الصورة من اتحاد الي آخر ومن ناد الي آخر.. وهذا بالطبع يترتب علي علاقة المجالس الحالية بالجمعيات العمومية.. وعلاقة القوائم المتنافسة ببعضها ومدي التزامها بالقواعد العامة.. كما يترتب بلا شك علي علاقة أعضاء الأندية أو الاتحادات ببعضها.. يعني درجة التوافق والالتزام.. وأيضا الحب بين أعضائه.
انعكست كل تلك العناصر علي شكل وطبيعة المعارك الانتخابية ودرجة سخونتها.. والعادة هي أن تكون انتخابات الأندية والاتحادات ساخنة.. بل ملتهبة أحيانا.. ولكنها لا تخرج عن حدود الاحترام المتبادل باستثناء حالات قليلة.. نتمني ألا تزيد أو حتي تستمر.
ما يجعلنا نستغرب أي خروج علي مبدأ الاحترام المتبادل هو أن المناصب في تلك الاتحادات والأندية هي في الأصل مناصب تطوعية.. لا يتقاضي الجالس علي كراسيها أي مقابل مادي.. لذلك لا يكون مقبولا أن تكون المنافسات الانتخابية مجالا لتبادل الاتهامات التي تصل إلي حد مبالغ فيه.. أو مساس بالذمم المالية دون سند أو دليل.. أو التراشق بالألفاظ والخوض فيما لا يصح الخوض فيه.. واستخدام وسائل وأساليب لا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا التي نتفق جميعا عليها.
العمل التطوعي في مصر يختلف عنه في أي مكان آخر.. فالأصل في العمل التطوعي يشبه مفهوم الزكاة التي فرضها الله علي عباده.. فالزكاة ليست فقط ما نقتطعه مما نملك أو نكسب من أموال ونمنحه للفقراء والمحتاجين.. بل هي أشمل من ذلك بكثير.. فنحن نملك العلم والخبرة والجهد والإرادة والقدرة وعلينا أن نقتطع جزءاً من كل هذا لنقدمه لمن يحتاجه.. وإذا كان الوقت يقدر بالمال فإن علينا أيضا أن نستخدم جزءاً منه في خدمة المجتمع دون مقابل.
لماذا كل هذا التناحر والصراع علي المناصب التطوعية.. ربما أكثر جداً من العمل الأساسي.. فهل يجد هؤلاء المتطوعون متعة في عملهم التطوعي تفوق ما يجدونه في عملهم الأساسي الذي هو من المفروض أنه مصدر رزقهم الأول.. » أكل العيش »‬؟.
الفوز بثقة أعضاء الجمعية العمومية لتولي أي منصب تطوعي في الاتحادات والأندية هو شرف كبير.. علي الفائز بها أن يكون أهلاً لها.. وهو تكليف ثقيل، علي المكلف به أن يقدر حجمه.. ومن لا يكون أهلاً للثقة أو مقدراً لحجم التكليف.. فهو لا يستحق هذا المكان. وهنا يكون دور الجمعيات العمومية.. فهي إن أصابت الاختيار السليم تكون قد ساهمت في نجاح مؤسسة عريقة.. أما لا قدر الله إن أهملت حقها أو تركته أو أساءت استخدامه فتكون قد أساءت إلي نفسها أولا .. وأساءت إلي المؤسسة التي تنتمي إليها.
اليوم تجتمع الجمعية العمومية لنادي الزمالك العريق.. لانتخاب مجلس إدارة جديد مكون من رئيس من بين اثنين مرشحين.. ونائبين من بين ستة مرشحين.. وأمين صندوق من بين ثلاثة.. وخمسة أعضاء من بين ثلاثين.. جميعهم يتقدمون للسباق من أجل خدمة ناديهم.. ويأملون في ثقة الأعضاء من أجل تحقيق برامجهم التي تهدف إلي النهوض بناديهم وخدمة أعضائه.
لائحة الزمالك تختلف عن اللوائح الأخري في كل الأندية.. ووراء كل اختلاف هدف يتحقق منه جزء في هذه الانتخابات.. وجزء آخر في الانتخابات التالية. التنافس بين المرشحين للرئاسة وقائمتيهما تجاوز حدوداً كثيرة رغم أنهما كانا في قائمة واحدة في آخر انتخابات.. وامتدت المواجهات الساخنة إلي موقعي النائب وأمين الصندوق.. بينما تعتبر المنافسة علي مقاعد العضوية هي الأهدأ.. كل المرشحين هم أبناء النادي.. وكلهم يتقدمون من أجل النهوض به أكثر وأكثر.
نتمني أن تمر تلك الانتخابات علي خير.. وأن يحسن أعضاء الجمعية العمومية اختيار مجلس جديد يدفع النادي إلي الأمام ولا يجره إلي الوراء. وألف مبروك لمن يفوز بثقة الجمعية العمومية.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف