الجمهورية
ليلى حسنى
بدون رتوش - غزل البنات
كان المسرح وسيلة للمتعة والترفيه والتثقيف قبل كل الفنون ولهذا سمي أبوالفنون. وكان ولا يزال يقدم العديد من الموضوعات والقضايا التي تمس حياتنا تاريخياً وسياسياً واجتماعياً. وكثيراً ما تحولت العديد من المسرحيات بعد ظهور السينما المصرية إلي أفلام. ومن الفنانين الذي قاموا بهذا عميد المسرح يوسف بك وهبي ولكن القليل منها ما تحول إلي المسرح. ومن هذه الأفلام "غزل البنات" آخر بطولة نجم الكوميديا الإنسانية الراحل الكبير نجيب الريحاني وقد كتب قصته والسيناريو وأنتجه وأخرجه الراحل النجم أنور وجدي وعرض في 22 سبتمبر عام 1949. وكان الحوار للثنائي نجيب الريحاني وبديع خيري اللذين قدما معاً مجموعة من انجح المسرحيات قبل أن يصبح الريحاني ممثلاً سينمائياً. والنجمة القيثارة ليلي مراد في دور ابنة الباشا الطالبة الراسبة في اللغة العربية وكانت في ذلك الوقت زوجة لأنور وجدي. وعبدالوارث عسر ومحمود المليجي وزينات صدقي وآخرين. كما ظهر يوسف بك وهبي في نهاية الفيلم وصدح الموسيقار محمد عبدالوهاب في منزله بأغنية "عاشق الروح" ليكتمل مضمون قصة الفيلم حين يحب المدرس تلميذته الصغيرة ويعتقد انها تبادله مشاعره بينما هي تعجب بالشاب الطيار الذي تلتقيه مصادفة حينما يمنعها من البقاء مع حبيبها النصاب أنور.
ولاننا نحفظ تفاصيل الفيلم بترتيب مشاهده والحوار في كل منها من تكرار رؤيته كلما عرض علي قنوات الأفلام. فان تجربة الفنان الكبير محمد صبحي بعد 17 سنة غياب من المسرح في تحويله إلي مسرحية كوميدية غنائية كان لابد من أن تشتمل علي بعض التغييرات وإضافة بعض الشخصيات لزيادة وقت المسرحية عن الفيلم. ولأنه ينقل أحداثه من مشاهد مصورة إلي فصول مسرحية نابضة بالحركة والمواجهة المباشرة مع الجمهور ولهذا فقد بحث عن وجوه جديدة يمنح لها الفرصة في استديو الممثل لتنضم إلي فنانين سبقوهم وصاروا نجوما ً وكانت بدايتهم في مسرح صبحي معلم الانضباط والالتزام وتخريج المواهب في فن التمثيل والإلقاء واحترام الجمهور.
وقد اختار صبحي للبطولة المطربة الواعدة "ندي ماهر" خريجة معهد السينما في دور "ليلي". فكانت علي مستوي المسئولية ونجحت في أن تبدأ أولي خطواتها علي المسرح بثبات وتمكن بصوتها الجميل كمطربة وممثلة. وقد أشاد بها صبحي وبزملائها من الشباب في اللقاء الذي جمعهم مع لميس الحديدي في برنامج "هنا العاصمة" علي قناة "سي بي سي" كالمطرب السوري "عمار شماع" في دور أنور وجدي. وكان قد بدأ التمثيل مع صبحي في برنامج "مفيش مشكلة خالص". وحازم القاضي الطالب بمعهد الفنون المسرحية في دور محمود المليجي. كما أدي الفنان عبدالرحيم حسن دور الباشا بخفة ظل وكان قد سبق العمل مع صبحي في مسلسل "فارس بلا جواد". وأعادت المسرحية المطرب أركان فؤاد إلي ساحة الغناء والتمثيل بدور وزير في الظل. وهي شخصية جديدة لم تكن في الفيلم وان قد سبق المشاركة في بطولة مسرحيتي "كارمن ولعبة الست". كما استعان صبحي في تصميم الرقصات بالفنانة "ريم أحمد" الابنة الصغري "هدي" في مسلسل "يوميات ونيس" وساعدته في الإخراج الدكتورة سماح السعيد المدرس المساعد في معهد الفنون المسرحية والتي شاركته العمل في 17 مسرحية واختارها صبحي لتكون بطلة عرضه القادم "خيبتنا" بعد غزل البنات والتي تستمر حتي شهر يناير العام القادم.
وفي تقرير أعده برنامج هنا العاصمة مع جمهور الحاضرين في مسرح مدينة سنبل أثني الجميع علي المسرحية. لأن الضحك في مسرحيات محمد صبحي لا يلزمه الإسفاف أو الخروج عن النص وخدش الحياء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف