منى رجب
المساواة بين الواقع والمأمول
مازال علينا أن نبذل جهودا مضاعفة إذا أردنا أن نحقق تقدما فى أحوال المرأة المصرية وتذليل العوائق لنصل بها الى المساواة مع الرجل لاننا لا نزال نواجه محاولات حثيثة ومستمرة ليس فقط لوقف تيار التقدم وإنما لإرجاعها خطوات الى الوراء و لسحب أى مكتسبات تتحقق لها ..ان مجرد التقدم خطوة واحدة إلى الأمام فى تحقيق المساواة على أرض الواقع يعد خطوة صعبة فى ظل مجتمعنا الذى مازال يعانى أصواتا رجعية وتحيزا ثقافيا للرجل وفتاوى مضللة وملفقة ليعرقلنا كلما تقدمنا خطوة .. إن قضية المساواة بين الرجل والمرأة خاصة فى الحياة السياسيه لاتزال ترتطم بمعوقات تعرقل تطبيقها على أرض الواقع ليس فى مصر وحدها وانما على مستوى العالم. وهناك ايضا دول سبقتنا فى تحقيق مكتسبات كثيرة ،،..وقد لفت الانتباه الى قضية المساواة المؤتمر الإقليمى الذى عقد أخيرا فى القاهرة والذى هو خطوة فعالة لمناقشة هذه القضية فى مصر وسنجد انه قد أكد بما لا يدع مجالا للشك من خلال جلسات التشاور والحوار التى حضرتها وتابعتها أننا لانزال فى حاجة الى جهود كثيرة حكومية ومجتمعية لتحقيق فكرة المساواة على أرض الواقع.. ان قضية المساواة قد تضمنتها استراتيجيه مصر لـ2030 وهى فى رأيى فى حاجة الى جهود حثيثة لتصل المرأة الى المساواة التامة وبخاصة فى مواقع صنع القرار واتخاذه وفى وصولها الى المناصب العليا والذى مازال لا يتيح تكافؤ الفرص بشكل فعلى فى أغلب القطاعات .ولانزال نعانى ثقافة مجتمعية تفرق فى التعامل بين الفتى والفتاة منذ السنوات الأولى للطفولة وما زلنا فى نظام تعليمى لا يضع فكرة المساواة منذ السنوات الاولى بين مناهجه ومازالت هناك مدارس وأبواق وفتاوى تنتمى الى الفكر الظلامى الذى يهمش حقوق المرأة والفتاة ويضعها فى مرتبة أدنى من الرجل .وما زالت هناك مواد لم تفعل على أرض الواقع رغم أن الدستور المصرى يتضمنها بشكل واضح وصريح ..لقد تم طرح قضية المساواهة وكسر الحواجز فى الموتمر الإقليمى الذى نظمه المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع برنامج الحوكمه فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ووزارة الاستثمار والتعاون الدولى .. لقد أوشك عام المرأة المصرية على الانتهاء والذى تحققت فيه بعض مكتسبات للمرأة منها تعيين اول محافظ امرأة و وجود 90 نائبة فى البرلمان لكننا فى حاجة أيضا إلى مواصلة الجهود المكثفة والعمل الجاد ضد كل محاولات العودة الى الوراء .وأمامنا فرصة ذهبية متاحة بإعلان الرئيس السيسى دعمه للمرأة وإطلاق استرتيجية تمكين المرأة 2030 واعتبارها خريطة طريق موازية لرؤية مصر 2030 واستنادا الى مشاركتنا والتزامنا بحركة دولية واقليمية واعتراف متزايد بان المساواة بين المرأة والرجل هى المحرك الرئيسى للنمو الاقتصادى والتماسك الاجتماعى والرفاهى