الأهرام
عائشة عبد الغفار
رياح عصرية جديدة تجتاح السعودية
وزراء، منافسون، أولاد عم.. إلى أى مدى يدير الأمير محمد بن سلمان بيت أفراد الأسرة السعودية؟هذا هو السؤال الذى مازال يحاول الاعلام الغربى أن يجيب عليه.

فبمناسبة مؤتمر دولى بالرياض يوم 24 أكتوبر أعلن ولى العهد السعودى انشاء مشروع ضخم على ضفاف البحر الأحمر وخلال شرحه أهداف ذلك المشروع المطابق لمنهج «الاستقبالية» والذى سوف يجذب خمسمائة مليار دولار من الاستثمارات سألته مقدمة عرض مشروع Neom كيف يقيم قضية الاسلام الراديكالى الذى يهدد الأراضى المقدسة فأجاب «لم نكن هكذا فى الماضي، إننا نريد أن نعود إلى ما كنا عليه: اسلام معتدل منفتح على العالم وعلى جميع الأديان» وأستطرد 70% من الشعب السعودى يبلغ أقل من ثلاثين عاما وبصراحة لن نفقد ثلاثين سنة أخرى من حياتنا لنحارب الآراء المتطرفة وسوف نهدم كل شيء اليوم... فانتزع ولى العهد تصفيق الجمهور وبرهن أنه برغم إنه تجاوز الثانية والثلاثين فإنه يناهض التيار الرجعى الذى يسيطر على المجتمع السعودى.

ويبدو اليوم ان المملكة المعتدلة تتشكل على يد ولى العهد الجديد وأنه يجيب بأفعال صارمة فلقد فقد البوليس امتيازاته وتم سجن مئات من رجال الدين والمحافظين منذ سبتمبر الماضى وبعد أسبوعين تم السماح للمرأة السعودية بأن تقود سيارتها وكانت محرومة من هذا الحق وفى نهاية سبتمبر الماضى رأينا المرأة السعودية تشارك الرجل فى الاحتفالات الوطنية باستاد الرياض، ومن الآن فصاعدا سوف تشارك فى مباريات رياضية وتحضر امسيات موسيقى عصرية وتم منع رجل الدين السعودى سعد الهجرى من أن يخطب فى الجوامع بعد أن أعلن إن ربع النساء لايتمتعن إلا بربع عقل الرجل، وتؤكد هدى المليسى عضوة مجلس الشورى السعودى أنه «كان لابد أن تحدث تلك المتغيرات حفاظا على شباب بلادنا»..

ويؤكد خبراء منطقة الخليج إن محمد بن سلمان يريد أن يبرهن هذا التغيير للغرب ويضاعف انشطة التواصل مع الخارج من خلال مؤسسة «مسك» التى انشأها عام 2011 لدعم وتطوير الشباب السعودي، فقد زار فريق نسائى لكرة السلة بجدة، فرنسا لمواجهة نادى جامعة باريس وانتصرت الفتيات السعوديات على الفرنسيات 57 مقابل 44! وأكدت رئيسة المجموعة البرلمانية للصداقة الفرنسية الخليجية ناتالى جوليه أن تأثير ولى العهد واضح وتقول إنه شخصية كاريزميه يتمتع بسلطة تلقائية ولقد وصف لى إرادته فى تغيير المملكة من خلال حجج كثيرة حول حقوق المرأة السعودية وحقوق الانسان.

هذا وتستضيف مؤسسة ولى العهد مؤتمرا للشباب يشارك فيه بيل جيتس و«افرام جلازر» رئيس مانشيستر يونايتد ويتوافق الحدث تماما مع آمال الشباب السعودى الذى تم تقييده طويلا.

ليس أمام ولى العهد وقت للتبديد فإن أسعار برميل البترول قد انخفضت بجنون، ان ميزانية بيت آل سعود فى خطر ومن أجل الخروج من لعنة البترول فإن ولى العهد أطلق برنامجا اقتصاديا. اصلاحيا يحمل اسم «المنظور السعودى فى آفاق 2030

يتهم ولى العهد. ايران بالتدخل فى المنطقة ولذلك استغل انتخاب دونالد ترامب ليعزز المحور المناهض لإيران.. ولقد أكد وزير الخارجية عادل الجبير فى مؤتمره الصحفى «أن إيران أصبحت تمثل الخطر الأكبر» وليس بغريب أن يصدر اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأحد الماضى قرار حاسما ضد التدخل الايرانى وممارسات طهران...

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف