المصرى اليوم
نيوتن
حول «البشر: انحدار نحو الهاوية»
(عزيزى نيوتن...

البشر: الانحدار نحو الهاوية. هذا هو عنوان مقالكم 22/11/2017.

كنتم دائما تمجدون الحرية والكرامة الإنسانية والعيش الكريم واحترام البشر من حيث هم بشر.

وبالطبع فأنتم تمقتون العبودية والتسلط والظلم والديكتاتورية. لكننى أعتقد أن تاريخ البشرية منذ بدايتها هو تاريخ الظلم والعبودية والتسلط والقهر. سواء كان المتسلط الظالم خليفة أو إمبراطورا أو سلطانا أو ملكا أو أميرا أو رئيسا أو وزيرا أو مديرا. عربيا كان أو أعجميا. وأستطيع أن أسرد عليكم مئات من الظالمين المستبدين الذين سودوا وجه الحياة. وأذلوا البشر وقتلوا الأطفال والشيوخ وأسروا النساء على اتساع الدنيا بأسرها. وعلى مدار التاريخ كله!

على سبيل المثال: الإسكندر الأكبر. نيرون. دقلديانوس. أوكتافيوس. الحجاج بن يوسف الثقفى. تيمور لنك. هولاكو. سليم الأول. نابليون بونابرت. هتلر. موسيلينى. ستالين. موشيه دايان. بونجوريون!

عزيزى نيوتن؛ الظلم والعبودية والتسلط لا تقتصر على شعب أو دين أو مذهب أو قبيلة. بل هو قدر محتوم ينزل على جميع البشر فى أزمنة مختلفة.

إنجلترا كانت تستعمر أمريكا حتى الاستقلال عام 1775. ألمانيا كانت تستعمر فرنسا منذ 1940 حتى 1945. إيطاليا كانت تستعمر الحبشة عام 1935. مصر كانت تدير السودان منذ 1820 إلى 1953.

التاريخ البشرى ملطخ بالدماء. وليس السود وحدهم هم من كانوا يتساوون مع الكلاب. لكن فى القرن التاسع عشر. وفى عهد بطرس الأكبر إمبراطور روسيا. كانت المطاعم تحذر من دخول الكلاب واليهود.

ليست هناك فترة نعمت فيها الإنسانية بالسلام. ربما فيما عدا عشرات السنين التى ظهرت فيها رسالات الأنبياء والرسل!

هل تصدقنى وأرجو ألا تتهمنى بالفلسفة والادعاء أننى كنت أريد عالماً أرقى وبشراً أفضل أو تصالحا واتفاقا مع النفس والحياة مثلك؟!

محمد السيد رجب

مدير عام سابق بالإسكندرية)

نيوتن: أتحدث عن ردة تصيب الإنسان فى إنسانيته. فيما افترضنا أنه ارتقى إليه. هذه ردة نراها فى كل مكان. فى حوادث متفرقة: الاغتصاب. الاعتداء على الأطفال. القتل. فى القسوة. فى التشفى والشماتة. كل هذا لا علاقة له بوطن أو ديانة أو هوية. تجده فى كل مكان. فجأة يعود بالإنسان إلى ما كان عليه أيام قابيل وهابيل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف