الأهرام
د . أحمد عاطف
نحن واليوم العالمى للطفل
احتفل العالم منذ أيام وتحديدا يوم 20 نوفمبر الماضى باليوم العالمى للطفل. ذلك الكائن الجميل قرة العين ابن كل شخص او ابنته، فلذة كبده و مبتغى حياته، مكمن سعيه وجهده فى حياته. الطفل رمز البراءة فى هذا الكون حتى فى زمن التكنولوجيا والإنسان الوحيد الذى نتمناه أفضل منا، والأمل فى الغد. إن إصلاح أى وطن وأى نظام اجتماعى وأى استراتيجية تبدأ بالطفل.

للاحتفال بيوم الطفل العالمى لهذا العام، دعت اليونيسيف الأطفال من جميع أنحاء العالم إلى تولى الأدوار الرئيسية فى وسائل الإعلام والأعمال والرياضة والترفيه للتعبير عن دعمهم للملايين من أقرانهم غير المتعلمين والذين لا يتمتعون بالحماية.

وتظهر الفيديوهات المختلفة على الموقع الرسمى للمؤسسة العالمية جلوس الأطفال على كراسى المسئولين وهم يتحدثون عن ضرورة تمتع الأطفال بحقوق كاملة ويقولون «لحقوقنا أولوية لابد من التحرك الآن، ومن هنا أريد العيش فى بلد كل الناس فيه سواسية بلا فقر ولاعنف تجاه الأطفال وبحقوق عادلة» وتم انتاج فيلم قصير بطله لاعب كرة القدم العالمى ديفيد بيكهام سفير اليونيسيف للنوايا الحسنة يسأل فيه الاطفال عن رأيهم فى العالم الذى يعيشون فيه، ويردون بأنهم يريدون أن يتمتع الأطفال بحرية أكثر، وألا يتعب الأطفال فى العثور على الغذاء، كما يطلب الاطفال ضرورة الاستماع لهم وعدم فرض كل شيء عليهم. وقام فريق الموسيقى الفرنسى (كيدز يونايتد) (الأطفال المتحدون) بإصدار فيديو موسيقى للأطفال عنوانه «ماذا عنا»، يقول فيه الأطفال عبارات مهمة تتخلل الأغنية من ضمنها: قلم واحد يستطيع ان يغير العالم، ويضيف طفل آخر: سننقذ مستقبلنا، لابد أن نكون مسئولين عن مستقبلنا، ويظهر الأطفال من كل الجنسيات والأعراق يرقصون فى مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا أحد يوقفهم. مشاعر جياشة و متدفقة يحدثها الفيديو فى النفوس، برؤية انطلاق الأطفال يتمتعون بالصحة والحرية. إنه لمن اجمل المشاعر الإنسانية أن تشاهد مجموعة أطفال يجرون ويغنون فى سعادة.

إننا بمصر لدينا الكثير لنقدمه للطفل. لا أستطيع أن أنكر وأنا الذى أتابع شئون الطفل منذ ربع قرن إن مصر قامت بجهود كبيرة لتنمية الطفل وحمايته وكذلك المؤسسات الدولية العاملة فى مجال الطفولة وعلى رأسها اليونيسيف. قام المجلس القومى للطفولة والامومة والجمعيات الأهلية المصرية بجهود رائعة لمحاربة الختان ومنع تسرب الأطفال من التعليم والعمل مع اطفال الشوارع وحملات محاربة تدخين الأطفال وغيرها من مجالات الحماية. لكن فى الثقافة والفنون، مازال لدينا الكثير لنقدمه للأطفال. ليس لدينا فنون واسعة الانتشار موجهة للطفل، ويقع اغلب الأطفال فريسة للفنون العامة الموجهة للكبار والتى تؤثر تأثيرا سلبيا على تكوين الطفل وشخصيته. ليس لدينا قناة تليفزيونية موجهة للأطفال، وليس لدينا حلم او مشروع فنى قومى للطفل ولا شخصيات أيقونية كأبطال من الأطفال. شخصيات مثل سندباد وبكار وسمير (شخصية مجلة دار الهلال الشهيرة)، كان ممكن استغلالهم لاقصى حد لكن ضاعوا مع الزمن لأسباب مختلفة ومتنوعة. حتى اشقاؤنا فى الخليج العربي، حاولوا أكثر من مرة إطلاق شخصيات اطفال محببة من الخليج، لتصبح المثل الاعلى للأطفال لكنها لم تصمد امام قوة الاعمال الأجنبية وخاصة ديزني. حتى شخصية ماجد الاكثر نجاحا منذ اربعة عقود فى المجلة الشهيرة، تم اطلاق قناة تليفزيونية خاصة بها أخيرا، لكنها لم تحقق القناة النجاح المرجو. ان تأثير التليفزيون والإنترنت على الاطفال اليوم يفوق غيره من وسائل التأثير مثل المدرسة والأصدقاء بل والأسرة احيانا. الطفل اسير تلك الشاشتين كأنه منوم مغناطيسى لا يبرحهما قط. لذلك لابد ان نعمق ثقافة اللعب عند الأطفال وثقافة الارتباط بالطبيعة. وقد اثبتت الدراسات ان الطفل الذى يلعب، والذى يتردد على الطبيعة، ويصادق الحيوانات أكثر رحمة وذكاء وانفتاحا من الأطفال الآخرين. واحب أن أشير فى هذا المقال الى عدة أماكن رائعة بمصر أدعو كل المصريين وزوار مصر لزيارتها مع أطفالهم. على رأسها مركز الطفل للحضارة والإبداع بمصر الجديدة، وهو مركز ثقافى متكامل يضم مجسما لنهر النيل و مجسمات لبعض الحيوانات ويظهر حياة الفلاحين وبيوتهم وحياة البدو وصوبا زراعية وألعابا للأطفال فى هيئة بازل، وساحة كبيرة للألعاب وزلاجات، ومبنى دورين يحكى تاريخ مصر منذ الفراعنة، وينظم المركز دائما ورش عمل لتعليم الحرف والفنون بالإضافة للمسرح الرومانى والسينما. وهناك حديقة الاسرة التى أنشأتها وزارة الدفاع على مساحة 70 فدانا وهى عند مدخل الرحاب 2، وهى مجمع علمى ثقافى ترفيهى به نماذج مصغرة من مكتبة الإسكندرية وحديقة الحيوان وغيرهما وهناك كذلك متحف الطفل بالمتحف المصرى والقرية الكونية بمدينة 6 أكتوبر ومتحف الطفل لعلوم المياه. كلها تستحق الزيارة، ولابد من خطة جادة للتعريف بها لتسويقها قبل أن تصبح خرابات.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف