المساء
على فاروق
وعادت مصر الرائدة في العالم
بعد ثورة 30 يونيو 2013 انقلبت غالبية دول العالم علي مصر .. وقرر الاتحاد الافريقي تجميد عضوية مصر .. وتحركت امريكا ودول الاتحاد الاوروبي لعرض الملف المصري امام مجلس الامن تمهيدا لاستخدام القوة العسكرية ضد الجيش المصري بهدف اعادة الإخوان الي الحكم من جديد.
استطاع عبدالفتاح السيسي وخلفه الاغلبية الكاسحة من الشعب تجاوز هذه الازمة العاتية التي كانت تهدد بسقوط البلاد في بحر من الدماء والحرب الاهلية.
استطاع السيسي ان يكشف للعالم كله ان ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية شارك فيها ملايين المصريين لعزل الجماعة الارهابية التي ارادت ان تعيدنا للقرون الوسطي وتحكمنا بالحديد والنار.
لم يكن تجاوز هذه الازمة الرهيبة سهلا خاصة ان قوي عظمي علي رأسها امريكا وقوي اقليمية علي رأسها تركيا كانت تقف بقوة ضد ثورة 30 يونيو وتضغط لوصول الجماعة الارهابية الي سدة الحكم .. وكان تميم ابن موزة يستغل ثروة بلاده في دعم الارهابيين داخل مصر لاحداث حالة من الفوضي والانقلاب وضرب الاقتصاد الوطني حتي لا تقوم له قائمة وحتي يتم اشهار افلاس مصر تمهيدا للتدخل الاجنبي الا ان القائد السيسي استطاع بفضل ايمانه وبقدرة هذا الشعب علي الصمود والتحمل ليقضي علي المخطط الاخواني المدعوم من تركيا وقطر .. وان يحقق نجاحا مذهلا في مجال العلاقات الخارجية .. وان يعيد مصر لتكون محور اهتمام العالم كله ورائدة في منطقة الشرق الاوسط.
وقد شاهدنا في الاسبوع الماضي الاستقبال الحافل الذي قوبل به الرئيس السيسي اثناء زيارته للعاصمة القبرصية نيقوسيا حتي انه تم استقبال الرئيس المصري في البرلمان القبرصي ليلقي كلمة به .. وليكون اول زعيم اجنبي يلقي خطابا في هذا البرلمان .. ثم عاد الرئيس الي القاهرة ليستقبل رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الذي اثار جدلا واسعا في العالم خلال الاسبوعين الماضيين منذ اعلان استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية.
حرص الحريري علي الحضورالي القاهرة لانه ادرك مدي اهمية مصر الآن في المنطقة والعالم كله.
لقد حاولت الجماعة الارهابية وبدعم من تركيا وقطر اختلاق العديد من الازمات لضرب العلاقات المصرية في مقتل .. فعلوا ذلك في ازمة الطالب الايطالي ريجيني عندما نشروا مزاعمهم في كل صحف العالم بأن الامن المصري وراء مقتل ريجيني .. ونجحوا في اثارة الرأي العام الايطالي مما اضطر الحكومة الايطالية الي سحب السفير الايطالي من مصر .. وتعامل السيسي مع الازمة بقدر عال من الشفافية والهدوء والحكمة مما اضطر ايطاليا الي اعادة سفيرها الي القاهرة بضغط من الاعلام الايطالي نفسه بعد ان تبين له ان مصر عادت مجددا لتلعب دورا رياديا ليس فقط في الشرق الاوسط بل وفي اوروبا نفسها. لقد نجحت السياسة الخارجية التي ينتهجها السيسي في اجبار الحكومة الايطالية علي اعادة فتح السفارة بالقاهرة ان دور مصر الكبير في ليبيا والتعاون مع فرنسا للتوصل الي حل للازمة الليبية جعل روما تشعر انه لا غني لها عن مصر حتي لا ينسحب البساط من تحت أقدامها.
حاولت الجماعة الارهابية ضرب العلاقات المصرية الروسية بعد حادث اسقاط الطائرة الروسية في سيناء .. مما دفع موسكو الي وقف حركة الطيران مع مصر ومنع السياح من زيارة شرم الشيخ الا ان السيسي تعامل مع الازمة بمنتهي الحكمة والشفافية حتي عادت العلاقات قوية مع روسيا .. وخلال الاسابيع القليلة القادمة ستبدأ روسيا في اقامة محطة الضبعة النووية كما سيعود السياح الروس من جديد الي مصر.
وكانت العلاقات المصرية الامريكية في اسوأ احوالها بعد ثورة 30 يونيو .. وزار السيسي نيويورك والتقي بكل من ترامب وكلينتون المرشحين لرئاسة امريكا وادلي بتصريح اذهل العالم عندما قال عن ترامب "سيكون رئيسا قويا" في الوقت الذي كان تشير فيه كل استطلاعات الرأي ان هيلاري كلينتون ستحقق انتصارا كاسحا علي ترامب وتفوز برئاسة امريكا .. وصدقت توقعات السيسي ووصل ترامب الي البيت الابيض .. واصبحت العلاقات المصرية الامريكية الآن في افضل احوالها .. وقال ترامب للرئيس خلال استقباله في البيت الابيض : نساندكم بقوة .. وحريصون علي تطوير العلاقات معكم وتجاوز اي عقبات قد تؤثر عليها.
وقد يتساءل البعض : احنا مالنا والسياسة الخارجية .. اننا نريد انخفاض الاسعار وزيادة المرتبات؟!
للاسف اقول ان من يردد هذا الكلام لايدرك اننا في هذا الكون لانعيش بمفردنا بل نعيش مع العديد من الدول واننا نستورد اكثر من 70% من احتياجاتنا من السلع من الخارج .. وان وجود علاقات خارجية قوية يخدم التنمية الاقتصادية ويجذب الاستثمارات لاقامة العديد من المشروعات.
لقد استطاع السيسي من خلال سياسته الخارجية ان يجعل ألمانيا تقيم اكبر محطات كهرباء في مصر وان يجعل اليابان تقيم مدارس علي اعلي مستوي في مصر .. وان يستورد احدث المعدات العسكرية من طائرات وسفن حربية وغيرها ليصبح الجيش المصري من اقوي 10 جيوش علي مستوي العالم .. وان يجذب استثمارات من مختلف الدول لاقامة مشروعات في بلادنا.
مصر علي الطريق الصحيح وستشهد الفترة القادمة "بإذن الله" تحسنا كبيرا للاقتصاد وسنتحول الي دولة منتجة ومصدرة بعد ان ظللنا طوال الـ 40 سنة الماضية نفضل الاستيراد علي الانتاج.
حفظ الله مصر ورئيسها من كل سوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف