الأخبار
محمد درويش
نقطة في بحر - أخفق الإمام.. فهل ننجح نحن ؟
في العام الأول بعد وفاته أطلت الفتنة بأنيابها المتوحشة علي الدولة الوليدة التي وضع أعمدتها النبي عليه أفضل الصلاة وأبهي السلام.
بدأت بالامتناع عن سداد الزكاة وحجة الممتنعين أن الأمر الالهي كان موجهاً لسيدنا الرسول ولا يحل لأحد بعده، ولكن الخليفة الحليم الأواب سيدنا ابوبكر الصديق كان حاسماً وقرر قتالهم ناشداً استقرار الدولة وعدم تركها للأهواء وأن يفسر البعض علي هواه ما لا يحتمل التأويل والتفسير.
عامان قضاهما الصديق في الحكم ليتولي بعده أعدل حكام الأرض في التاريخ وكان جزاؤه القتل غيلة وهو ساجد لربه الكريم.
جاء عثمان بعده خليفة ولاقي ربه علي يد قاتليه وهو مقيم لليل بين دفتي المصحف ولم تشفع له شيخوخته ولا صراخ زوجته فضلا عن تاريخه في توطيد أركان الدين الجديد.
ونفس المصير لاقاه باب مدينة العلم سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فتنة كبري صاحبت عصر خلافته وكان طرفها الآخر أحد كُتاب الوحي سيدنا معاوية بن أبي سفيان، وخرج عليه من خرج مؤيدين لما نادي به معاوية وصحبه عندما رفعوا المصاحف علي أسنة الرماح هاتفين وما الحكم الا لله، ويا لها من دعوة حق أريد بها باطل ودفع ثمن الفتنة سيدنا علي ومن بعده ابنه الحسين حيث أدي قاتلوه صلاة العصر ثم هبوا اليه وهو لا يملك من العدة والعتاد شيئاً وجزوا رأسه ولم يتدبر أحد منهم ما قاله في صلاة العصر »اللهم صل علي محمد وآل محمد»‬!
وتوالت الفتن حتي أخمدها الحجاج بن يوسف الثقفي وإن كان الثمن هدمه الكعبة المشرفة بالمنجنيق قبل أن يظفر بعبد الله بن الزبير ويعلقه مصلوباً وهو جثة خرجت روحها إلي بارئها.
وهكذا بدأت الأمة في التشرذم والتفرق إلي ثلاث وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة، كما أخبرنا رسولنا الكريم ، والغريب انه في كل عصر يدعي أصحاب كل فرقة أنها المقصودة وأنها الوحيدة التي لها الجنة.
تلك المقدمة وإن طالت، إلا أنني أري ضرورتها ردا علي الدعوات التي بدأ البعض ترويجها منذ زمن وزادت مع حادث قتل الركع السجود أول أمس في مسجد الروضة ببئر العبد، وهي دعوات تدعو إلي الحوار مع خوارج هذا العصر.
وأيا كانت نوايا هؤلاء علي حسنها او سوئها إلا أنني لا أوافقهم فيما يدعون اليه.
أن الاستئصال والاجتثاث هو الحل.
نعم لتجديد الخطاب الديني لوأد مشروعات جديدة تخلق أجيالا من الدواعش والتكفيريين، ونعم لمن لم تتلوث يداه بدماء النفس التي حرم الله إلا بالحق.
ولكن هؤلاء الذين تلطخت أياديهم بالدماء فلا حل معهم إلا بوأد الفتنة
والفتنة لن توأد إلا بالمواجهة والحسم
والتاريخ يؤكد لنا ذلك، فقد أخفق الإمام علي كرم الله وجهه.. فهل ننجح نحن؟
الفتنة أطلت من جديد وتكاد أن تكون لها السيادة!
ولن يفل الحديد إلا الحديد
هؤلاء يحاربون الله ورسوله..فماذا نحن فاعلون ؟

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف