يبدو أن بعض شيوخنا من علماء الأزهر الشريف يرون بأن ليس ثمة خروج عن الإسلام فيما تفعله تنظيمات الخوارج من كفار داعش وأخواتها.. فالمشايخ الذين لا اعرف علي ماذا يبنون آراءهم ومواقفهم يقولون وبالفم المليان أن الدواعش وغيرهم من الجماعات لا يمكن تكفيرهم لأنهم عندهم قوم آمنوا بالله.. !!
هكذا وبكل بساطة وأريحية يغلق شيوخنا عقولهم ويغيبون ضمائرهم عن الحكم في من ابتدعوا ديناً جديداً استباحوا به كل ما حرم الله فلا الإفساد في الأرض ولا قتل الأنفس التي حرم الله بغير حق ولا استباحة الأعراض والأموال وغير ذلك من الشرور حتي قتل المتعبدين وهم يصلون بالمساجد والكنائس لاشيء من ذلك كله كاف عندهم ليشهدوا بخروج هذه التنظيمات عن الإسلام وكفرهم بما أنزل الله..
ويبدو أن كراهية بعض الشيوخ للشيعة الذين يتصورون بأن هذه الجماعات ما قامت إلا لمحاربتهم أنستهم بأن هؤلاء وبأفعالهم إنما يحاربون الله ورسوله وأن جرائمهم لا تفرق بين بشر قبل أن تنسيهم بأنه ليس كل الشيعة خوارج وبأن أزهره نفسه أكد الاتفاق التام وصحة العبادة ما بين أهل السنة وثلاثة من مذاهب أهل الشيعة.. وبأن من السنة أنفسهم من هو أشد كفراً وضلالاً من الخوارج..فأباحوا لأنفسهم أن يغيروا ما قضي به الله في شأن المفسدين في الأرض وما حكم به الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وخلفاؤه في شأن الخوارج
يختبئ هذا الصنف من الشيوخ ويخفون ما بأنفسهم وراء قاعدة من كفر مسلم فقد كفر وهي لا تنطبق أبداً علي حال هذه التنظيمات الكافرة.. ولا يستنكف هؤلاء أن يصفوا هذه التنظيمات والجماعات بالمؤمنين تأسيساً علي زعمهم بأنهم موحدون مؤمنون بالله وكأنما الخوارج والمنافقون الذين هم في الدرك الأسفل من النار.. وعبر التاريخ جهروا بكفرهم.. وكأنما لا تقيم الأفعال عليهم الحجة..
نسي شيوخنا أنه حتي الشيطان نفسه لم يكن أبداً ملحداً وإنما عرف المخلوق ــ النموذج المطلق للشر ــ ربه وأن الله هو خالقه وأنه الإله الواحد الأحد وآمن بكل ذلك ولكنه عصاه ولم يمتثل لأمره بالسجود لآدم.. فكان بذلك من الكافرين..
و أخيراً يا عم الشيخ الذي ترفض تكفير القتلة وسفاكي الدماء ومن يستحلون الأعراض والأموال إذا لم يكن لك عظة في قصة الشيطان وكيف أنه وعلي إيمانه بالرب وبأنه سبحانه من خلقه والملائكة وآدم وفقط لأنه عصي الرب واستكبر وأبي أن يمتثل لأوامره ثم نذر نفسه لغواية بني آدم.. ـ فقط ـ للغواية صار من الكافرين، واستنكفت أن تعلن من اقترفوا كل الآثام وأولها الخروج عن شرع الله ودينه القويم كافرين.. فنحن ونتحملها أمام الله نكفرهم.. إذ هم ولاشك أكفر من كل الشياطين.