بوابة الشروق
الأب رفيق جريش
زيمبابوى وإفريقيا
رقص وغناء وحشود ملأت مدن زيمبابوى ووسط ترحيب عالمى، بعد إعلان استقالة روبرت موجابى من رئاسة زيمبابوى بعد 37 عاما من الحكم بدأ فيه ثائرا ثم تحول لرئيس «ديكتاتورى»، ليكون أقدم حاكم فى العالم وقد نُقلت السلطة إلى إمرسون منانجاجوا النائب السابق لموجابى والملقب بـ«التمساح» والذى أدى اليمين الدستورية كثانى رئيس فى تاريخ البلاد.
إفريقيا هى القارة الأسوأ حظا فى تحقيق الحرية والديموقراطية بعد قرون من الاستعمار والاستعباد واستغلال الثروات ليس فقط من أصحاب البشرة البيضاء ولكن أيضا من حكام إفريقيا أصحاب البشرة السوداء وسنجد حاليا القادة الأفارقة الذين تربعوا على عرش السلطة فى بلادهم وجمعوا ثروات، وعلى سبيل المثال لا الحصر سنجد أسماء كثيرة مثل الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى إلى نظيره الأنغولى خوسيه أداودو دوس سانتوس، مرورا بالكينى أوهورو جومو كينياتا الذى ورث الحكم عن والده وهكذا والقائمة تطول. تغيير الوجوه لا يعنى بالضرورة تحسين الظروف خاصة فى قارة مثل إفريقيا حيث الفساد المالى والإدارى متفشٍ، ولكن يتعين البحث على آليات التغيير وأساليب اختيارالحكام والتى كانت نادرة نتيجة تدخلات الدول الكبرى وتشعب مصالحها فى القارة السمراء، ما ينتج صعوبات وعوائق كانت كفيلة بتحويل حركة تحرر مثل «زانو» بزعامة موغابى إلى حزب واحد محتكر للسلطة فى زيمبابوى.
فى الوقت الذى يجب أن تنتشل إفريقيا ليس من فقرها رغم غناها ولا من الجهل رغم حضارتها ولا من صحة شعوبها العليلة رغم ما حباها الله من طبيعة خلابة ومتنوعة ولكن من حكامها الذين استغلوا شعوبها أسوأ استغلال. مصر التى كانت قد ساهمت فى تحرير شعوبها من الاستعمار، تستطيع أن تشجع وتنصح حكامها بأن الطريق الصحيح للحرية هى طهارة يد الحكام ومحاربة الفساد والمحسوبية وسلك طريق الديموقراطية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف