مصطفى هدهود
إنجازات وتأملات في الشخصية المصرية
أدت ظروف عملي خلال الأسبوعين الماضيين بزيارة محافظات القليوبية والفيوم والشرقية وقنا والأقصر ومن مشاهداتي أري انجازات متعددة في الشخصية المصرية.
ومن قرية سندنهور مركز بنها محافظة القليوبية قامت الشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية إحدي شركات البنك الزراعي المصري بتطوير معرض ومنفذ بيع دائم للجرارات والمعدات الزراعية المنتجة في بيلاروسيا والمصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع والتروسيكلات والمركبات والأسمدة والمبيدات وبعد مجهودات متواصلة لعدة شهور بواسطة رجال الشركة الأبطال وبأسلوب حضاري متميز. وبحيث يكون أول معرض يتم بهذا المستوي داخل قرية مصرية صغيرة مما يساعد علي التنمية ورفع مستوي انتماء المواطن لوطنه واعتزازه ببلده. وتشرفت القرية بحضور المحافظ اللواء. محمود عشماوي ولفيف من كبار رجال الدولة والبنوك وأعضاء مجلس النواب ورئيس شركة إنتاج الجرارات في بيلاروسيا الذي حضر خصيصاً لمصر وبرفقته وفد كبير لافتتاح المعرض ومكث السيد المحافظ لمدة ساعتين. وهنا نؤكد أنه يجب تغيير الشخصية بحيث تكون شخصية إيجابية وليست سلبية وأن ننظر لنصف الكوب المملوء الذي يزيد مع مرور الزمن ولا ننظر للنصف الفارغ.
ومن الفيوم قمنا بزيارة الدكتور جمال سامي محافظ الفيوم حيث لاحظت المستوي المعماري المتميز لمداخل مدينة الفيوم ونظافتها والمستوي الرائع لمبني المحافظة وتوجهنا إلي قرية المحمودية مركز إطسا للوادي الجديد والواحات. وهنا نؤكد للقارئ بتوافر آلاف الأفدنة من أراض مستوية صالحة للاستصلاح الزراعي.
ولكن أريد التركيز علي مقابلتي لبنت صغيرة في الصف الثالث الابتدائي اسمها فاطمة وهي عائدة مع زميلائها البنات والبنين من المدرسة الساعة الواحدة ظهراً مشياً علي الأقدام إلي منازلهم بقرية القرعة مجلس قروي الحجر مركز إطسا. وتحدثت مع هذه البنت الجميلة جداً جداً والنظيفة جداً جداً والنظيفة جداً جداً وذات الملابس النظيفة المكوية وشعرها الجميل المعتني به بواسطة أمها والأجمل هو ذكاؤها وردها الإيجابي علي كل الأسئلة التي وجهتها لها وخاصة المسائل الحسابية. وهنا نقف لحظة مع أنفسنا ماذا سيكون مستقبل هذه البنت الرائعة وهي تسكن في عزبة مع والديها ذوي الدخل البسيط والتي لا تتحرك من عزبتها وآخر شيء ممكن أن تزوره هو مركز إطسا أو مدينة الفيوم. لقد دار في ذهني في هذه اللحظات وأنا أحملها فوق كتفي وأنظر في وجهها المشرق وابتسامتها الجميلة وشعرها الجميل بأن مصر الوطن الغالي به آلاف الأطفال الممكن أن يكونوا ذخيرة قوية للوطن وإضافة قوية للبلد. ولكن من يحتضن هؤلاء ومن يكتشف هؤلاء ومن يغذي هؤلاء تغذية وطنية ويبعدهم عن الشر والإرهاب.
ومن قنا والأقصر حيث قمنا بزيارة مدينة الأقصر وبعض معالمها السياحية خاصة معبد الكرنك وسروري وبهجتي عند رؤيتي مئات السائحين يدخلون من بوابات المبعد الساعة التاسعة صباحاً ومن دول مختلفة وأكثرهم من الصين وألمانيا وبأعداد تفوق ما كان متواجد خلال السنوات الماضية ولكن شاهدت مرشدين يتحدثون كل اللغات.. وهنا أطالب الألمانية أو الصينية أو اليابانية أو الروسية أو المصرية بأهمية التنسيق بين وزارة الطيران والثقافة والآثار والسياحة لتنفيذ البرامج السياحية ما بين الغردقة وشرم الشيخ والأقصر بحيث تحتوي علي الأقل مبيت ليلة في الأقصر لتشغيل الفنادق والمطاعم ووسائل المواصلات وإحداث انتعاشة مالية واقتصادية وبشرية داخل المدينة.
وما أجمل الزيارة التي تمت بساحة القرنة بالبر الغربي ومقابلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والتحدث مع وجهاً لوجه لأول مرة في حياتي وسماحته وذكائه ونظرته الاجتماعية والثقافية والعلمية وهذا هو المثل الأعلي للشخصية المصرية المطلوب تعميقها بين شبابنا ورجالنا ونسائنا.
والمشاهدة الأخيرة هي زيارة مدينة ومحافظة قنا والقرية الصناعية بالصالحية وشخصية اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا الذي ينحت في الصخر من أجل تنمية المحافظة ورغبته في استغلال أصول المحافظة غير المستغلة منذ عشرات السنين والتغلب علي البيروقراطية والتي سوف تؤدي إلي إنشاء أول مركز صناعي خدماتي لصيانة وخدمة ما بعد البيع لجميع الجرارات الزراعية واللوادر وباقي المعدات الميكانيكية المستخدمة في مجال الزراعة والتشييد بالتنسيق مع الشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية. وهنا تظهر الشخصية الإيجابية لأهالي الصعيد واشتياقهم للتنمية المستدامة التي ستتحقق بإذن الله ومشيئته.