نبيل زكى
كلمة السر - الأولوية لاستئصال الإرهاب
مصر تواجه أعتي التحديات وتقف فى لحظة فارقة من عمر الأمة. فهناك عصابة من آكلى لحوم البشر أدمنت التهام الآدميين وتمارس جرائم غير مسبوقة فى التاريخ تستبيح دماء المصريين وتريد أن تمحو من الوجود كل من لا يخضع لها ويذعن لآرائها ويتشبه بها، وتعتبر هذيانها حقائق إلهية وتعانى من حالة نفسية مأزومة تمزقها، وتزداد توحشا بسبب فشلها وهزيمتها وإفلاسها.. فتندفع إلى المزيد من التكفير والإقصاء وعمليات القتل الجماعية والمذابح المنظمة.
وتسعى هذه العصابة إلى بلوغ المنتهى البربرى والعدم الإنسانى والارتداد إلى مرحلة أهوال زمن جز الأعناق واقتناء السرارى والسبى ووطء الجوارى وبيع الرقيق والاسترقاق والغزو والأسلاب والنهب والحرق ونشر رائحة الموت فى كل مكان يستطيعون الوصول إليه، وتدمير الحضارات وحجب كل شعاع ضوء.. واغتيال الدين الإسلامي.
وهؤلاء الجلادون أعداء الحياة يعتبرون الوعى »جناية«.. والرجال مجرد عبيد.. والنساء مجرد سبايا ويعملون على أن تصبح المجتمعات العربية مريضة ومتشنجة ومتناحرة تعانى من الانهيار والتفكك والتصحر وتسير فى طريق الاحتضار بعد ان تتحول إلى قبائل متسكعة مختلة وكيانات عرقية وطائفية ومذهبية هشة، وهو ما طالب به الكاتب الإسرائيلى «اوديد بينون»، مدير معهد الدراسات الاستراتيجية فى إسرائيل منذ فبراير عام ١٩٨٣.
التنظيم الإرهابى يحاول أن يزرع خلاياه الوبائية فى بنية الجسد العربي، ويرغب فى إحالة العرب إلى ركام وطمس وإلغاء كل ما صنعه العرب من عمران وتفوق وإبداع.
وهذا التنظيم وصمة عار فى تاريخ العرب. انه يتصور أنه يستطيع معاقبة الشعوب التى تتطلع إلى الحق والخير والتنمية والعدالة والحرية.
الإرهابيون يكرهون هذا الشعب المصرى بسبب عظمته وعراقته وكبريائه وأصالة معدنه وتفرده فى صنع التاريخ والحضارة.
وهذا التنظيم الإرهابى يقف عند «حدود»، دولة معينة لكى يرسل إشارات المودة والصداقة. إنها حدود المحتلين الإسرائيليين فى الجولان السوري، وها هى دولة العدوان الإسرائيلى تفاخر بأنها الأكثر استقرارا ورخاء، بينما يعمل الإرهابيون على تحويل المنطقة العربية إلى جثث وخرائب وأطلال ضاعت معالم خرائطها فى نفق دموى مفتوح على المجهول.
ولكن.. نظرا لأن الشخصية المصرية تتميز بامتلاكها أبعادا ثقافية فريدة، فإنها أقوى من كل المكائد وقادرة على صنع المستقبل فى مواجهة جحافل الديناصورات والوحوش الوافدة من الجاهلية، وأيضا فى مواجهة الجهل والسذاجة والسطحية والتعصب الأعمى وضيق الأفق والمجرمين من هواة المذابح وإبادة البشر.
فالظروف تفرض على مصر مسئولية تاريخية وأداء استثنائيا تتضافر فيه الجهود لمكافحة الإرهاب، الذى يهدد الجنس البشرى كله، وتتكامل فيه السلطات لكى يبقى البنيان شامخا ومن أجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ومجتمع يفكر ويبتكر.
ونحن نعرف أن الأفق مسدود أمام الإرهابيين، وانه من الضرورى ان تكون الأولوية القصوى لدى كل مصرى هى استئصال جذور الإرهاب ضمن تعبئة قومية شاملة.