الأخبار
جلال دويدار
خواطر - لا نريد مواساة ولا إدانة..؟
في أكثر من مناسبة وآخرها في كلمته منذ ثلاثة أيام بعد مذبحة روضة بئر العبد بسيناء.. أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر- التي تكافح من أجل حياة كريمة لشعبها- تقف وحدها في حربها ضد الارهاب الأسود الذي أصبح يهدد أمن واستقرار العالم. واذا كان كبرياء الرئيس الذي يجسد عظمة وشموخ مصر قد منعه من ان يقول لهذا العالم أن أغلبيته يعاني من آفة النفاق التي تجعله يختار ان يكون متفرجا علي هذه الحرب الشرسة التي تخوضها مصر بالنيابة عنه.. فإنه حان الوقت لان نقولها واضحة جلية. ان مصر.. لا تريد مواساة أو ادانات للجرائم الخسيسة التي يمارسها الارهاب ضد شعبها؟. إنها تريد تحركات صريحة وأمينة.. ومشاركة فاعلة ضد هذا الارهاب اذا كانت هناك حقا رغبة صادقة في القضاء عليه. نريد من هذا العالم خاصة تلك الدول الكبري التي تمطرنا كل يوم بعبارات العداء للارهاب.. ان تتسم مواقفها بالشفافية ضد هذا الارهاب التي كانت وراء ظهوره وانتشاره. انها مطالبة بأن يكون لها مواقف حاسمة وباترة تجاه الدول التي تدعم وتمول وتساند هذا الوباء الذي داهم العالم.. وهو أمر معروف لا يحتاج الي ذكاء او جهد. كم أرجو ان تتجرد هذه الدول من تآمرها وأنانيتها وتسائل نفسها عن الكيفية التي أتاحت لهذا الارهاب الحصول علي السلاح والتمويل. لم يعد خافيا علي أحد أن هناك من يقوم بهذا التمويل والتخطيط والتحريض علي هذه العمليات الخسيسة التي أصبحت تتعرض لاخطارها كل شعوب العالم ولم تبرأ منها حتي الدول الداعمة للقائمين بها. ليس من توصيف لهذا السلوك سوي ان ما تقدمه هذه الدول - المريبة التوجهات - لهذا الارهاب هو الذي كان وراء مذبحة روضة بئر العبد وضياع أرواح ٣٠٥ شهيدا. نعم.. كفي بالله نفاقا وتدبيجا لبيانات المواساة والادانات لجرائم هذا الارهاب. ان علي هذه الدول اذا كانت جادة حقيقة في خلاص العالم من هذه الظاهرة التي تدفع به الي عصور الظلام ان تقف الي جانب مصر عملا وفعلا. هذا لا يمكن ان يتم بالكلام الخادع الذي في ظاهره التنديد وفي باطنه الاقدام علي كل ما يساهم في تعاظم استشراء هذا الخطر.. من ناحية اخري فان علي هذه الدول التي تقف في طابور المتفرجين رغم ان خطر هذا الارهاب يطولها من وقت لآخر ان تتوقف عن رفض تزويد مصر باي معدات تحتاجها لسرعة تفعيل نتائج حربها ضد الارهاب. ان بعضها وللاسف تتخذ من سبوبة حقوق الإنسان مبررا مشبوها لهذا الموقف. يحدث هذا في نفس الوقت الذي تعلم أن مبرراتها ليست إلا غطاء لهذا الإرهاب وبابا للتدخل في شئون الدول والهيمنة علي مقدراتها خدمة لمصالحها. إن الدول التي تتعامل مع العالم بوجهين.. في امكانها لو ارادت فرض حصار علي هذه التنظيمات الارهابية. إنها قادرة اذا كانت جادة في التصدي لهذا الارهاب ان تقوم بحرمانه من السلاح والمال والمأوي. إنها وللاسف تريد أن يبقي الحال علي ما هو عليه. ليس من أمل من أن تتراجع هذه الدول عن نفاقها للإرهاب الي ان تداهمها كارثة إرهابية كبري تهز أركانها باعتبار ان هذا الارهاب الذي لا دين له ولا صديق.. هذا الموقف السلبي من جانب هذه الدول يشمل وكما هو معروف ايضا السكوت علي الدول- المعروفة لها تماما -التي تعد اموالها ومساندتها أكسير الحياة لهذه التنظيمات الارهابية انها تملك اذا كانت جادة في محاربة الارهاب إصدار الأوامر لهذه الدول بالتوقف عن ممارسة هذا الإجرام ومعاقبة مرتكبيه.. إذا أرادت.. ولكنها لا تريد.. وهكذا كتب علي مصر ان تحارب وحدها هذا الارهاب ولكن الله الذي يقف دوما الي جانب الحق سوف يكون عونا لها باذنه تعالي.. حتي يتم المراد بتطهير أرض هذا الوطن من رجس وإجرام الإرهاب وكفره.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف