المصرى اليوم
نيوتن
النوم بعيون مفتوحة
(عزيزى نيوتن

ولكن هؤلاء الشهداء ماذا نُطلق عليهم؟! لقد اجتهدتَ أنت وأطلقتَ عليهم شهداء الإسلام الصحيح. يحررون المصرى المسلم من أى سوء ظن يناله من شقيقه القبطى! جاءت هذه العبارات الذكية البليغة فى مقالكم «الضحايا هذه المرة» فى 25/11. الآن؛ بصورة واضحة ساطعة. لا يداخلها أى لبس أو شك، اقتنع القبطى أنه والمسلم سواء معرَّضون للقتل والدمار فى أى وقت وأى مكان! وأن المسجد والكنيسة سيان.

عزيزى نيوتن، فى تلك الليلة السوداء، وما أكثر تلك الليالى، تابعتُ جميع الفضائيات ووجدتُ عجباً عُجاباً! مغالطات وشماتة وأفراح وتحليلات وأفكار لا تصدر إلا عن بشرٍ من المجانين المطموسة عقولهم، الكافرة قلوبهم، الملوثة ألسنتهم! لقد كانت انتصارات مصر وذهابها وإيابها وبروزها وتدخلها ومساعدتها من قبرص إلى سوريا إلى لبنان إلى جنوب السودان ناهيك عن تركيا فهذه قصةٌ أخرى، كان كل ذلك أموراً مستفزة، لا تُحتمل، تدعو إلى جنون بعض من يريدون حرق مصر وخرابها وتدميرها. هؤلاء رؤساء وجماعات وحكام يعلنون بصراحة نواياهم وأحلامهم وأمانيهم! ألا يخالجك أى شك بأن هناك اختلافاً ملحوظاً وتغيراً فى التكتيك وتقدماً فى الوسائل؟! إنهم ليسوا جيشاً ولا قوةً منظورة وليس لها قواعد ثابتة، وإلا لهان الأمر وأصبح القضاء عليهم لا يستغرق سوى ساعات!

نحن أمام خطر داهم وننتظر إعصاراً حتمياً! هل تذكر الأيام السابقة للعدوان الثلاثى لإنجلترا وفرنسا وإسرائيل عام 1956؟! وهل تذكر الفترة ما بين 15 مايو 1967 إلى 5 يونيو 1967؟ ومع ذلك فإن الانتصار أكيد وحتمى بإذن الله، «وياما دقت على الرؤوس طبول»، ولكن يتعين علينا النوم والعين مفتوحة.

محمد السيد رجب

مدير عام سابق بالإسكندرية).

■ ■ ■

.. ورسالة من الجزائر

(عزيزى نيوتن؛

وجدت فى مقالاتك ضالتى لأنها كتابات راقية، رزينة وهادفة، وفيها التوازن والاعتدال والوسطية وهى القيم التى بها تبنى العائلات والمؤسسات والدول. قراءاتى أغلبها بالفرنسية لكنى أعترف أنى لم أُدمن من قبل على جريدة ناطقة باللغة العربية كما حدث لى مع «المصرى اليوم»، فألف شكر لكم جميعاً.

يوم الجمعة الماضى، كنت أتابع حوارات على قناة الشروق حول نتائج الانتخابات البلدية والولائية التى جرت عندنا قبل البارحة، وفجأةً وصل خبر طارئ عن العملية الإرهابية بمسجد الروضة بمصر. ارتفاع عدد الضحايا ومكان العملية الإرهابية كان له وقع الصدمة على نفسى، إذ أحسست بحزن شديد ممزوج بالألم والحسرة والغضب. صحفى الشروق صرَّح بأن الجزائر أعلنت الحداد ثلاثة أيام.. أما ضيف القناة، وهو محلل سياسى، ومن شدة الصدمة، فقد أجهش بالبكاء ورفض الحديث مفضلاً إعطاء الكلمة للضيف الآخر. أنا عمرى ثلاث وأربعون سنة وهذه أول مرة أرى فيها رجلاً جزائرياً يبكى على الهواء فى التليفزيون، مما زاد حزنى ودهشتى.

يحيى محمد خنشى ـ وهران).
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف