مرسى عطا الله
كل يوم - ابحث عن الطرف الثالث !
أى قراءة مدققة فى جذور عواصف الإرهاب التى تصاعد هبوبها فى السنوات الأخيرة بالتوازى مع الرياح المقلقة والمثيرة للشكوك والريب التى هبت فى معظم الدول العربية تحت مسمى الربيع العربى تفرز إحساسا بأن هناك قوى دولية اتخذت من لافتات نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان ستارا لتغطية مخطط نشر الفوضى فى المنطقة بواسطة جماعات العنف والإرهاب والتطرف.
ولست أريد أن أصدم أحدا برأيى عندما أقول: إن هذه القوى الدولية ــ وأغلبها يعمل فى الخفاء بأسلوب الطرف الثالث فى علوم الإجرام - نجحت فى استثمار إنجازاتها فى ثورة الاتصالات من أجل ترسيخ وتسويق واقع جديد يتمثل فى إمكان صنع وإنتاج أى شيء فى أى مكان - وبالذات فى مجال الأسلحة والمتفجرات وأجهزة اللاسلكى - حتى يتم تسهيل مهمة قوى التطرف والإرهاب فى العمل تحت درجات متقدمة من الأمان... وهكذا جرى توظيف التقدم العلمى والتكنولوجى الرهيب فى غير موضعه الإيجابى والصحيح لأن هذا التقدم الذى قد يبدو إيجابيا ومفيدا للبشرية فى شكله الظاهرى، ولكنه فى جوهره بات يمثل خطرا مزعجا لأمن واستقرار الأوطان، خصوصا تلك المدرجة ضمن مناطق الاستهداف والاستنزاف فى أجندات القوى العظمي.
وهناك إحساس بأن من يقفون وراء دعم الإرهاب والتطرف لتوسيع مساحات الفوضى يستهدفون هدم الأسس الراسخة التى قام عليها البناء البشرى وإثارة الشكوك حول العديد من القضايا الحيوية التى ترتبط بالعادات الاجتماعية والموروثات الثقافية والعقائد الدينية فى المنطقة التى انفردت بأنها كانت مهدا لنشر الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.
رعاة الإرهاب وحماته من خارج حدود المنطقة ليسوا فى أجندتهم بعيدين عن أجندة دعاة العولمة الذين يروجون لعالم جديد تتلاشى فيه أهمية المكان وتتضاءل تماما ضرورات الأوطان... وعلينا أن ننتبه وأن نفتح عيوننا جيدا بعد جريمة العريش الأخيرة التى استهدف فيها الإرهابيون مسجدا يعج بمئات المصلين، وذلك أمر يعزز من صحة اجتهادى بأن الإرهاب لا يعرف وطنا ولا دينا!
خير الكلام:
<< المنافق يتكلم بعيونه ويعض بلسانه!