الدستور
منى رجب
مهرجان القاهرة الدولى للسينما فى ثوبه الجديد
ظهر حفل مهرجان القاهرة السينمائى، فى دورته الـ٣٩، مرتديا ثوبا جديدا يختلف تماما عما سبق، ويحمل قدرا كبيرا من التغيير والإبهار. أول ملامح هذا التغيير هو مكان الاحتفال هذا العام، الذى أقيم بقاعة المنارة الكبرى فى «التجمع الخامس»، التى تتميز بالفخامة والسعة، وهى قاعة حديثة يُقام فيها المهرجان لأول مرة، بعد أن كنا قد تعودنا على إقامته فى القاعة الكبرى بدار الأوبرا المصرية.
وكان من المنطقى أن يقام المهرجان بدار الأوبرا باعتباره تابعا لوزارة الثقافة، وهى ملحوظة توقفت عندها طويلا، ولم يقل لنا أحد ما السر وراء هذا الاختيار.
ثانى ملامح التغيير، تتمثل فى رعاية قناة «دى إم سى» للمهرجان، والتى استطاعت أن تقدم مهرجانا متألقا ومتميزا بالأناقة، بسجادة حمراء طويلة، يسير عليها النجوم حتى القاعة الكبرى.
ثالث ملامح هذه الدورة، هو رعاية شركة عالمية كبرى للمهرجان وحضور ممثلها والإشادة بهذا الحدث الكبير، ما يعد إضافة جديدة أتاحت إمكانيات مادية أكبر لمهرجان فنى كبير تضطلع به الدولة المصرية، وهو تقليد متبع فى كل المهرجانات الدولية، أن تحظى برعاية الشركات الكبرى المحلية والعالمية.
رابع الملامح هو حضور عدد كبير من النجوم والفنانين المصريين والعرب من مختلف الأجيال، وهو أمر استطاع المهرجان أن ينجح فيه هذا العام، وتميزوا بالأناقة فى المظهر بشكل لافت للنظر وارتدى الفنانات والفنانون أزياء أنيقة تتماشى مع خطوط الموضة العالمية، ما يعكس صورة حضارية للفن المصرى المعاصر تضاهى المهرجانات العالمية.
وعلى الرغم من غياب فنانين كبار، كنا نأمل حضورهم، مثل الفنان عادل إمام، إلا أن من حضر من الفنانين والفنانات كان كافيا، ومن بينهم يسرا، ونبيلة عبيد، وليلى علوى، ولبلبة، ودلال عبدالعزيز، وإيناس الدغيدى، وإلهام شاهين، ووفاء عامر.
كما غابت نادية الجندى، وميرفت أمين، ونجلاء فتحى، وشهيرة، ورجاء الجداوى، وشيرين رضا، وسميحة أيوب، وغيرهن، بينما حضرت الكثيرات من فناناتنا الشابات.
أما خامس هذه الملامح، فهو إهداء الدورة للفنانة المصرية المبدعة والمحبوبة جدا شادية، ليمثل لمسة وفاء لواحدة من رموز الفن المصرى تمثيلا وغناءً وحبا لبلدها. فشادية قدمت لمصر واحدة من أروع أغانينا الوطنية والتى نطرب لسماعها ونحفظ كلماتها ولحنها ونرددها دائما بمشاعر وطنية جارفة، فى كل مناسباتنا الوطنية هى: «يا حبيبتى يا مصر».
لم تحضر الفنانة الكبيرة لمرضها، وكنت أتمنى أن يتم تكريمها كلفتة وفاء لها، وأن يتسلم التكريم أى فرد من أفراد أسرتها، أو أحبائها من المقربين لها.
سادس الملامح، هو اختيار يسرا رئيسا شرفيا للمهرجان، وهو اختيار موفق لما تتمتع به من شعبية لدى الجمهور، ونجومية مستحقة، بالإضافة إلى إجادتها اللغة الإنجليزية التى تتيح لها التحدث بطلاقة مع الضيوف الأجانب.
سابعا، قدّم المهرجان مطربة عربية شهيرة هى أصالة لتغنى رائعة الموسيقار محمد عبدالوهاب، إلا أنها وقعت فى غلطة فادحة أمام الجمهور، بعدما نسيت كلمات الأغنية الشهيرة التى تعد إحدى روائع الغناء المصرى، وهو سهو غير مقصود لفنانة سورية قديرة ما كان يجب أن يحدث منها.
النجمة العالمية الجميلة إليزابيث هارلى قدمت لفتة جميلة هى الأخرى، عندما قالت كلمة شكرت فيها المهرجان على استضافته لها، وعبرت عن ذلك على حسابها الخاص بموقع «تويتر»، ما يعد دعاية ترويجية لبلدنا، وقالت لى لدى دخولها، عندما سألتها عن انطباعها عن مصر كلمة موجزة لكنها تعبر عن فرحة عارمة: «بلدكمً رائع وجميل، ولديكم تاريخ رائع، وأتطلع لزيارة مواقع كثيرة أثناء زيارتى القصيرة، وأنا سعيدة بوجودى فى مهرجان القاهرة السينمائى جدا».
أيضا كلمة وزير الثقافة، حلمى النمنم، كانت قصيرة وموجزة للترحيب بالضيوف والفنانين، تحمل مغزى المهرجان فى هذا التوقيت، وجاءت تأكيدا على أهمية الفن المصرى فى التصدى للإرهاب، ونشر السلام.
أما رئيس المهرجان، ماجدة واصف، فإنها تعمل بجهد كبير فى صمت وهدوء كعادتها دائما، وهى سمة تتميز بها منذ عرفتها فى معهد العالم العربى بباريس منذ التسعينيات، وقبل توليها مسئولية رئاسة هذا المهرجان المهم.
والحقيقة أن المهرجان استطاع أن ينجح فى عرض ١٧٥ فيلمًا طوال مدته، وهو رقم كبير يدل على قدر عظيم من التوفيق، لكن هناك بعض السلبيات التى أعتقد أننا لابد أن نلتفت إليها مع تقدم أيام المهرجان، من بينها رداءة الصوت المصاحب لفيلم الافتتاح، ما دعا مخرجه الفلسطينى هانى أبوالحسن، إلى التعبير عن استيائه وإيقاف عرض الفيلم، كما تأخر عرض الفيلم لأكثر من ساعتين عن موعد الافتتاح المحدد.
وكان من الممكن أن يتم دخول الضيوف من السجادة الحمراء الطويلة والممتدة أمام قاعة المهرجان، وأن يكون حفل الاستقبال فى مدخل القاعة، بدلا من وقوف الضيوف والمدعوين الأجانب والمصريين لمدة ساعتين، ثم يدخل أحد المنظمين ليصطحب فنانا تلو الآخر بـ«الليموزين»، ما تسبب فى تأخير كبير فى توقيت المهرجان.
ولدى تساؤل، وهناك الكثيرون غيرى سألوه، لماذا لم يسمح لقناة من «ماسبيرو» أن تعقد لقاءات على هامش المهرجان؟، وبصفة عامة فإننى أرى أن يتم فى الدورة المقبلة عرض بعض لقطات من تاريخ مهرجان القاهرة السينمائى منذ نشأته، وحتى وقت الدورة، لأنه تقليد مهم، لإعطاء من سبقوا حقهم من التقدير لنجاح المهرجان، خاصة أمام الضيوف من الأجانب والعرب، ولإظهار مسيرة هذا المهرجان العريق.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف