الدستور
محمد الراعى
كيف يفوز مرتضى رغم أزماته؟
أصبح النائب البرلمانى مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، ظاهرة انتخابية غريبة ومثيرة تحتاج إلى دراسة، خاصة أنه يدخل فى صراعات وصدامات يومية عديدة وكثيرة تجعله يخسر العديد من أصوات الناخبين، وكفيلة بإسقاط أكثر المرشحين شعبية.
غير أن مرتضى حسم معركة الزمالك بأقل مجهود، رغم مواجهته تحالفات كبيرة وثقيلة مدعومة بالمال والبلطجة من أجل إقصائه وإبعاده عن نادى الزمالك، لكن الغريب أنه لم يهادن ولم يتراجع عن طريقه، وأعلن تحدى الجميع، واختار قائمته الانتخابية التى اكتسح بها المعركة بأقل تكلفة.
وراهن مرتضى على إنجازاته والثورة الإنشائية والنقلة الحضارية التاريخية التى حققها فى دورته الماضية، وعلى وعى الجمعية العمومية التى لم تخذله واختارت قائمته باستثناء أحمد مرتضى، أحد المرشحين على منصبى النائب.
الغريب أن مرتضى دائما يكسب كل منافسيه فى الزمالك بالضربة القاضية، فلا يعودون للمنافسة مرة أخرى، وتكون دائما نهايتهم الانتخابية فى النادى. ويبقى السؤال: كيف يفوز مرتضى وسط هذه الأزمات؟ وكيف يتعامل مع العضوين الجديدين بالمجلس؟
مرتضى يدمن العيش وسط الأزمات والصراعات ويحقق منها مكاسب انتخابية بطريقة ذكية، وحاولت قائمة سليمان أن تقلده، فكانت معركتها خاسرة، خاصة أنهم ركزوا فى دعايتهم على شتيمة مرتضى ومهاجمته فقط، فى حين لعب مرتضى المعركة بذكاء، وعدل من استراتيجيته، واكتفى بإنجازاته فى النادى على أرض الواقع، ولم يصدر كتابًا عن فساد قائمة سليمان، واكتفى بكتيب عن إنجازاته وأرسله لأعضاء العمومية على منازلهم، وكان أكثر هدوءًا وحقق لقائمته أعلى الأصوات.
أتوقع أن تتصاعد الأزمة بين مرتضى والعضوين الجديدين بالمجلس: «العتال وجورج»، خاصة أن رئيس النادى لن يتراجع عن قضية تزوير عضوية العتال، ولن ينسى الهجوم المتكرر والمتعمد من جورج، وسيكتفى بإلغاء دورهما فى النادى حتى يتقدما باستقالتيهما من المجلس.
وهناك العديد من المشاهد التى تكشف عن خسائر ومكاسب الانتخابات أهمها حضور أكثر من ٤٣ ألف عضو بالجمعية العمومية والإدلاء بأصواتهم بهدوء وسلاسة فى مشهد حضارى، وهو أحد مكاسب الزمالك.
ويعتبر خروج أحمد مرتضى من المجلس الجديد إحدى الخسائر، خاصة أنه شاب عاشق للنادى وأسهم فى إنجازاته وإنشاءاته بجهده وماله، ولكن إصراره على استكمال مسيرة العطاء من خارج المجلس بادرة طيبة.
ولا شك أن أحمد سليمان كان أحد أسباب خسارة قائمته، لأنه لا يملك كتلة تصويتية وليست له شعبية ولا تاريخ بالنادى، عكس زملائه عبدالله جورج والعتال والعمارى، وحصل فقط على أصوات معارضى مرتضى وأصوات زملائه بالقائمة.
وكالعادة يبحث ممدوح عباس عن هزيمة جديدة أمام مرتضى، فتكبد أكثر من ١٠٠ مليون جنيه للدعاية الانتخابية لقائمة سليمان، ومع ذلك لم تحقق أى مكسب.
وفى النهاية فإن انتخابات الزمالك كانت قمة فى الديمقراطية والروح الرياضية، ولم يعكر صفوها إلا استقدام بلطجية لحظة انتهاء التصويت، فى محاولة للاعتداء على مرتضى وأنصاره، وكادت كارثة تحدث باستدعاء أولتراس «وايت نايتس» لسباب مرتضى، ما يؤكد ضعف قائمة سليمان ويكشف عن أن ترشحهم جاء فقط للانتقام وتصفية الحسابات، كما يؤكد وعى الجمعية العمومية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف