التحرير
محمد فوزى
حتى لا تتكرر مذبحة الروضة
كل الكلمات المنفعلة لا ترُد حقًّا، ولا تواسي زوجةً فقدت زوجها أو أبًا وأمًّا حُرما من أبنائهما، لأن الحدث أكبر من أي حديث، والمصاب أفدح من أي مواساة.

كل التصريحات المتشنجة تتبخر فور أن تغيب جثث الضحايا في التراب.

كل الأحاديث عن صحيح الإسلام وسماحته بعيدًا عن تأكيد احترام حق الحياة للجميع وتقبل الآخر، مجرد مسكنات آثارها الجانبية أخطر من تسكين ألمٍ عابر.
كل تعويلٍ على دور الأزهر -جامعا وجامعة- في تفنيد فتاوى التكفير والقتل، تعويلٌ في غير موضعه.
كل ارتكانٍ إلى جهود وزارة الأوقاف وأئمتها، في نصح الإرهابيين وإرشادهم إلى الطريق القويم، مضيعةٌ للوقت.

كل الدعوات الرعناء بتسليح أهالي سيناء لمواجهة إرهاب غاشم، هي دعوات غشيمة تورِّط الدولة وتقودنا جميعًا إلى أتون معركة يُراد لنا أن ندخلها، وهي معركة خاسرة بكل تأكيد.
كل تكفيرٍ لأي فئة أو طائفة أو جماعة في المجتمع، إخراسهُ ضروري.
كل شماتةٍ في دم، جريمة.

كل الأصوات التي تهوِّن من الخطر الذي أصبح دائمًا وتقول إن ما حدث دليل على أن الإرهاب يُحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة، هي أصوات لم تتعلم مما جرى على أرض مصر ويجري في العالم كله، ولا تنظر أبعد من موطئ قدميها.

كل الغربان التي تنعق بالتفريق بين شهيد مدني وآخر من الجيش والشرطة، مكانها الطبيعي مستشفى الأمراض العقلية.
كل طنطنة بأن الدولة هي المسؤولة وحدها عن درء الخطر دون ظهير شعبي، تساعد -دون أن تدري- في إطالة أمد المواجهة.

كل المحللين الذي اتهموا سكان مثلث (العريش- الشيخ زويد- رفح) بالخيانة، مطالَبون باعتذار رسمي وتكفير عن خطيئة الاستعداء ضد أهالي منطقة منكوبة.
كل مطلبٍ بتهجير أهالي سيناء أو إخلاء مناطق بعينها، إعلانٌ صريحٌ بهزيمة الدولة على أيدي المرتزقة الجدد.

كل رأيٍ لا يرَى أن تنمية سيناء هي حائط الصد الأول وربما الوحيد، في مواجهة أعداء الحياة، هو رأيٌ فاسد.
كل وقوفٍ بجانب أهالينا في سيناء والتأكيد أنهم ليسوا فرادى، مسؤولية الجميع.
كل مراجعة لأسباب المذبحة واجبةٌ أكثر من أي وقت مضى.

كل اقتراحٍ وجيه حتى وإن جاء على غير هوى البعض أو هوى الدولة، يساعد في تضميد الجراح ويدفع في اتجاه سحق الجماعات الإرهابية، يجب أن يُسمع ويجد صدًى لدى متخذى القرار.






















تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف