جلال دويدار
خواطر - التمور .. مصدر جديد لإنتاج وتوفير السكر
خطوة إيجابية ومتطورة ومبشرة تستحق الإشادة والتحية تلك التي أعلنت عنها المهندسة حنان الحضري رئيس قطاع التكنولوجيا التابع لوزارة التجارة والصناعة. هذه الخطوة تتعلق بتصنيع السكر من التمور التي يتوفر إنتاجها في مصر. هذا الفكر الخلاق اذا ما حظي بالرعاية اللازمة والاهتمام من جانب الجهات المعنية سوف يؤدي إلي انعكاسات اقتصادية واجتماعية مؤثرة. في نفس الوقت فإن التنوع في هذه النوعية من التصنيع التي تعتمد علي المنتجات المحلية سوف يعد إضافة غذائية وصحية لمنتج غذائي مصري ١٠٠٪ تشمل السكر وما قد تنتهي إليه عملية التصنيع من خلق لصناعات وموارد جديدة من بقايا التمور المستخدمة.
نجاح مصر في إنتاج السكر من التمور سوف يسمح لها بدخول دائرة قليلة من الدول التي تقوم بهذا التصنيع. وفي هذا الشأن تضيف المهندسة حنان وفق ما جاء في تقرير صحفي نشرته الزميلة »الأهرام» أنه ستتم عملية الإنتاج في مصانع السكر الحالية. كان وراء هذا المشروع ما كشف عنه مهرجان التمور الذي أقيم في سيوة باعتبارها أكبر منتج للتمور في مصر. سوف تبدأ هذه التجربة الرائدة الطموح بإنتاج محدود ليتم بعد ذلك التوسع في تعميمها أو إقامة مصانع متخصصة.
من المؤكد ان وفرة انتاجنا من التمور يعد عاملا ايجابيا للمضي قدما في تنفيذ هذا المشروع علي أوسع نطاق. يأتي ذلك علي ضوء حجم انتاجنا الذي وصل حاليا إلي ملايين الأطنان سنويا وهو ما يمثل ١٨٪ من الانتاج العالمي وفقا لما ذكرته المهندسة حنان. قالت إنه سيترتب علي قيام هذه الصناعة إقامة صناعات أخري مرتبطة بمنتجات غذائية عالية الفائدة.
الأهم من كل هذا أن تعميم هذا التطوير سوف يساهم ويساعد المناطق المنتجة للتمور للارتفاع بمستواها المعيشي من خلال عائد إيرادات التصنيع وكذلك التصدير المطلوب عالميا. كم أرجو أن تتحول مثل هذه الافكار من مجرد تجارب وتصريحات إلي صناعة رائدة ترتبط باسم مصر. لا يخفي علي أحد أن هناك الكثير من مثل هذه الافكار ولكن ما نفتقده هو جدية تبنيها والاستفادة منها بدلا من الدفع بها إلي غياهب أدراج النسيان والإهمال.