الأهرام
مسعود الحناوى
اتجاهات - حسابات نجاح ورسوب «مجزرة الروضة»!
نجح الإرهابيون فى زرع غصة ألم فى قلوب كل المصريين .. نجحوا أن يجعلونا نذرف الدمع الغزير من العيون, وأن تدمى قلوبنا حزنا وكمدا وغضبا على شهداء مسجد الروضة الأتقياء الأنقياء الأبرياء, نجحوا - للحظة - فى تحويل أرض الكنانة إلى مأتم كبير فى كل المنازل والشوارع والميادين وفى تحويل أهالى قرية كاملة إلى مجموعة من الأرامل والثكالى والأيتام .. ونجحوا فى زيادة حجم الأموال والدولارات الحرام التى تدخل خزائنهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!

تصوروا أنهم بذلك يكسرون إرادة شعب أراد الحياة وأنهم «يدقون إسفينا» بين أبناء الوطن وقيادته ,وأنهم يثأرون لشرذمة حقيرة من ملتهم اختاروا طريق الضلال ونفذوا عمليات إجرامية ضد قوات الجيش والشرطة، ثم لقوا حتفهم على يد قوات إنفاذ القانون الأبطال!! راهنوا أنهم ربما يزرعون - بجريمتهم النكراء - اليأس والبؤس بين جموع المصريين , ويوقفون قطار التنمية الذى انطلق بسرعة بعد فترة توقف طويلة ويعطلون قطاع السياحة الذى بدأ يسترد عافيته بعد التغلب على جريمتهم الآثمة جراء تفجير الطائرة الروسية!

ولكنهم لم يضعوا فى حساباتهم الخاطئة معدن هذا الشعب الأصيل الذى يتوحد وقت الأزمات وينتفض عند الشدائد ويثور عندما يزيد الظلم والطغيان ولم يدرسوا تاريخ هذه الأمة التى انتصرت فى كل معاركها العادلة وضحت بالغالى والنفيس من أجل رفعة شأن هذا الوطن الأبي، والأهم أنهم لم يفهموا أن الله لا يقف مع الخائنين والإرهابيين وقاتلى نفوس الناس بغير الحق .. حتى وإن بدا لهم أنهم حققوا نصرا مشينا، فإن ذلك لحكمة من العلى القدير كى «يمدهم فى طغيانهم يعمهون» .

ولعل من أعظم الكلمات التى قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه الغاضب عقب هذه العملية الخسيسة «أن الله لا يمكن أن يخذل أهل الخير وينصر أهل الشر والخراب والتدمير» .. والأيام بيننا، وسيعلم الإرهابيون الملثمون والممولون الحاقدون والظالمون المعتدون أى منقلب ينقلبون!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف