مرسى عطا الله
كل يوم - ما أعظمه من انقلاب !
ليس صحيحا أن انقلابا عسكريا أزاح جماعة الإخوان عن حكم مصر فى 3 يوليو 2013 ومن يواصل القول بذلك فهو أعمى القلب والضمير ومن العيب أن تنزلق وسائل إعلام عالمية كبرى مثل شبكة «بى بى سي» الإخبارية إلى هذا الدرك السحيق لتفقد ما تبقى لها من مصداقية فى الشارع المصرى الذى كان يرى فيها ــ وبرغم ملاحظات سلبية عديدة ترتبط بدورها كأداة للمخابرات البريطانية ــ أن بها قدرا من المهنية يبتعد بها عن السقوط الذى بلغته صحيفة الجارديان.
والصحيح أن الشعب المصرى خرج عن بكرة أبيه يوم 30 يونيو 2013 معلنا رفضه لاستمرار حكم الجماعة ومن ثم اصطفت رموز المجتمع المصرى بكل أطيافه السياسية والدينية والمجتمعية على منصة 3 يوليو وأطلقت خارطة طريق للمستقبل كان بإمكان الجماعة أن تشارك فيها، لكن العناد ركب رءوس قادتها تحت وهم الاعتقاد بقدرتهم على لى ذراع الأمة.
والحقيقة إننى يمكن أن أفهم إصرار قنوات الفتنة والتحريض الناطقة باسم الجماعة فى استوديوهات الدوحة ولندن واسطنبول على ترديد أكذوبة الانقلاب العسكرى، ولكن الذى يصعب فهمه أن تصر شبكة «بى بى سي» على مواصلة الرقص على دفوف الجماعة الإرهابية.
إن أحدا لا يطالب شبكة «بى بى سي» بأن تكون عينا للحقيقة وتنقل من الواقع المصرى ما نراه نحن انتقالا إيجابيا من الفوضى إلى الاستقرار، ومن الضياع إلى التماسك، ومن اليأس إلى الأمل بعد أن أنهينا مخطط نشر الرعب والخوف الذى ساد مصر فى ظل حكم الجماعة.. فقط نطالب بعدم التجنى ونكران الحقيقة!
ما حدث فى 3 يوليو هو المسار الطبيعى لحركة التاريخ فعندما تغتصب الأقلية إرادة الأغلبية وتجثم على أنفاسها بقوة السلطة وقهر الإكراه قد تتمكن من اعتلاء زمام الحكم لفترة، ولكنها لا تستطيع أن تحصل على تجاوب صادق من الأغلبية... وهذا بالضبط ما حدث فى 3 يوليو وترونه انقلابا فما أعظمه من انقلاب يا من اعتدتم على قلب الحقائق بأدوات الزيف والتضليل التى بلغت ذروتها فى التغطية الإخبارية لجريمة مسجد العريش، ومحاولة اللف والدوران لتبريرها.. والله عيب عليكم!
خير الكلام:
<< لولا زقزقة العصافير لأزعجنا نقيق الضفادع !