جلال دويدار
خواطر - «يقتل القتيل ويمشي في جنازته»؟!
فوجئ الرأي العام الاسلامي والرأي العام العالمي وبعد ثلاثة أيام من وقوع مذبحة روضة بئر العبد في وسط سيناء.. بإعلان اردوغان التركي العثماني الحداد ثلاثة أيام علي شهداء هذه الجريمة النكراء. أثار هذا الاجراء دهشة الجميع حيث رآه البعض عاطفيا.. وعملا محمودا يتوافق وجسامة الحدث الذي هز الضمير العالمي.. ولكن الغالبية وبإعمال العقل والمنطق اعتبروا ما أقدم عليه الداعم الأول لجماعة الإرهاب الإخواني التي تقف وراء كل هذه الجرائم.. محاولة خداع العالم.
لم يكن من تعليق مناسب علي هذه المحاولة الفجة سوي ترديد المثل الشعبي الذي يقول .. »يقتل القتيل ويمشي في جنازته». معني هذا المثل المعبر الذي ينطبق علي هذه الحالة الاردوغانية الفاضحة المكشوفة تؤكده مواصلة أردوغان ايواء رموز الجماعة الإرهابية التي هربت إلي تركيا بعد اسقاط الشعب المصري لحكمها.. إن اجتماعات هذه العصابة لم تتوقف في تركيا حيث يتم التخطيط وتدبير التمويل لكل جرائم الإرهاب في مصر. يأتي ذلك انتقاما من شعبها الذي تآمرت العصابة لالغاء هويته وتراثه لصالح فكرها المريض الذي ثبت عمالته للقوي الخارجية ولوهم الخلافة العثمانية الأردوغانية.
لا جدال أن يدي أردوغان بالشواهد والدلائل ملوثة بدماء كل ضحايا الإرهاب في العديد من بلاد الأمة الاسلامية والعالم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر يتم ذلك عن طريق غزواته العسكرية أو دعمه ومساندته للتنظيمات الإرهابية. انه يحاول بهذا الاعلان المثير لكل أنواع التعليقات أن يقدم نفسه للعالم بأنه ضد الإرهاب!! إذا كان هذا صحيحا وصادقا فإن أمامه وسيلة بسيطة للغاية لنفي تهمة رعايته للإرهاب.. تتمثل في طرد رموز الجماعة التي تقف وراء كل هذه الجرائم في مصر والعالم أو علي الأقل تجميد تحركاتهم.. ولكنه لم يفعل.
أنه ومدفوعا باستخدام نزعة الارهاب الشريرة لصالح وهم عودة الخلافة العثمانية.. لم تقتصر جرائمه علي هذه الرعاية بل امتدت لتشمل دعم ومساندة الدول الاخري الداعمة والممولة لهذا الإرهاب. ليس أدل علي هذه الحقيقة من وقوفه مع نظام الحكم القطري العميل للقوي الاجنبية. هذا السلوك التآمري استهدف - باقامة القواعد العسكرية ونشر الجنود الاتراك - إرهاب دول الخليج العربي الرافضة لانحراف الحكم القطري.
إن أهداف الإرهابيون ومموليهم قد انكشفت أمام العالم الاسلامي حقيقته. لم يعد خافيا أنهم يستغلون الاسلام دين السماحة والمحبة ورفض القتل والخراب والدمار كغطاء لاهدافهم الاجرامية القائمة علي سفك الدماء وإزهاق الارواح الطاهرة البريئة. رغم كل محاولات التخفي والانكار فإنه يحق وسوف يحق عليهم قول المولي تعالي »إن ربك لبالمرصاد» حيث سيأتي يومهم لحساب عسير علي كل ما ارتكبت أيديهم من جرائم.