الحرب في الأدبيات الغربية حقيقة من حقائق الحياة أما في الاسلام فإن الحرب كره: "يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".
والتاريخ الإنساني سلسلة من الحروب والصراعات.. وكل دول العالم تستعد وتتأهب وتتجهز بأحدث التقنيات العسكرية وكأن الحرب ستندلع غداً منذ أيام نصبت روسيا صواريخ في قاع البحر حتي لا تكتشف وهي علي متن الغواصات لضرب أي مكان في العالم ومنذ شهرين تقريبا استعرض الرئيس الصيني أحدث أسلحة الجيش الصيني وقال: "نحن نعيش في عالم غير آمن" وكوريا الشمالية كلما شعرت بتهديد من أمريكا جربت صاروخاً باليستيا جديدا وترد الصاع صاعين والكملة كلمتين.
وقد سبق ان قلت ان المنطقة العربية من الأهمية بمكان بحيث لن تُترك وشأنها.. واقع الحال اليوم يقول ان العرب يتعرضون لحرب ولأنني من المؤمنين بأن ما يجري في المنطقة من تدبير إسرائيل والغرب. فإنني استغرب أن تطال هذه الحرب مصر لأنها في سلام مع الكيان الصهيوني ومتحالفة مع الغرب ودولة معتدلة ومتراجعة داخل حدودها رغم ذلك الارهاب يقتلنا ويفرض علينا الحرب والقتال لذلك لا نملك إلا الصمود ومصر صمدت ومازالت صامدة وستبقي صامدة وهي التي ستهزم الإرهاب وتستأصله من شأفته وتجتثه من جذوره مهما كان داعموه وممولوه لأن ملايين المصريين سيدافعون عن بلادهم ولو بصدور عارية ولأن المصريين في رباط إلي يوم القيامة أي جهوزية واستعداد وتلاحم.
ورغم العدوان ستبقي مصر بلد الإسلام الوسطي المعتدل وبلد كل الأديان فنحن نؤمن بجميع الأنبياء.. علي أرض مصر عاش بنو إسرائيل قرابة 400 عام إلي أن خرج بهم سيدنا موسي إلي أرض كنعان وإلي مصر لجأ سيدنا إبراهيم والسيد المسيح.
لقد كان حادث مسجد قرية الروضة في شمال سيناء أليما مؤلما أبكي مصر والعالم فلم يكن في حسبان أحد أن تنقض شرذمة من الإرهابيين الجهلاء القتلة علي مسجد يؤدي فيه المسلمون شعائر صلاة الجمعة ويقتلوا هذا العدد الكبير بالمئات لكن رب ضارة نافعة فهذا الحادث الآثم كشف عن خسة وفكر الإرهابيين الضال انهم اعداء كل الأديان والإنسانية.
وسواء كان الهجوم يحمل بصمات داعش أو غيرها فالدلائل تشير إلي أن الإرهابيين بدأوا يتدحرجون إلي مصر بعد تضييق الخناق عليهم في العراق وسوريا ولذلك ينبغي أن تستعد بتحقيق تواؤم داخلي أكبر وتقليل أو تصغير المشاكل مع الدول المحيطة والأهم من كل ذلك ان نستغل امكانياتنا وخبراتنا في خوض حرب ذكية تعتمد علي المعلومات واختراق صفوف الإرهابيين وأن نواصل بناء اقتصاد مصر وصناعتها وقاعدتها العلمية والله معنا ولن يخذلنا.