بنقوش علي جدرانهم. سجل الفراعنة أصولها المصرية.. تحكي قصتها حفرية أثرية عثر عليها دكتور زاهي حواس. بينما زيتها واحد من 9 زيوت "مقدسة" عندهم. بحسب مخطوطة داخل المتحف المصري.. الزيت "المقدس" عاش لآلاف السنين. الي جوار مومياوات. في قلب المقابر. دون أن يتزنخ.. لم يكن وحدهم القدماء المصريون مَن عرف قيمتها.. أسماها اليابانيون "شجرة الحياة¢.. وتعرفها أمريكا بـ "الشجرة المعجزة¢.. ورد ذكرها في "تذكرة داوود¢.. من أسمائها العربية "الحبة الغالية¢.. و"غصن البان" الذي طالما تغني به الشعراء.. أما نحن فلا نعرف عنها شيئاً يذكر.!!
علمياً اسمها "شجرة المورينجا¢.. عكفت علي دراسة فوائدها الطبية. والغذائية. وجدواها الاقتصادية العديد من الأبحاث العلمية. علي مدار السنوات القليلة الماضية. وأثبتت مفاجآت من العيار الثقيل.
المفاجآت لم تكتف بقدرات علاجية تمتلكها النبتة. ضد قرابة 300 مرض من بينها السرطان. والزهايمر. والايدز. وتليف الكبد والطحال. والأنيميا. وهشاشة العظام. والسكر من النوع الثاني. وضعف الابصار. وعدد من أمراض القلب والأوعية الدموية. والجهاز الهضمي. والأمراض الجلدية. وفي مجال التجميل. وتأخير الشيخوخة. وغيرها.. ولكن ثبت كذلك. وبالدليل القطعي تربعها علي عرش المكملات الغذائية. و"مشروبات الطاقة".
تحتوي "المورينجا" من بين ما تحتوي علي 27% بروتيناً بما يتعدي 9 أضعافه في الزبادي. و7 أضعاف فيتامين سي الموجود بالبرتقال. و4 أضعاف كالسيوم اللبن. و3 أضعاف فيتامين E في اللوز. وحديد يصل الي 9 أضعافه في السبانخ. بالاضافة الي 14 ضعف نسبة البوتاسيوم في الموز. و4 أضعاف نسبة فيتامين "أ" الموجود بالجزر.. المورينجا زاخرة أيضاً بعدد كبير من الفيتامينات والمعادن الأخري منها فيتامين ب1. وفيتامين ب2. وفيتامين ب3. وفيتامين ب6. والماغنيسيوم. والفوسفور. والزنك. وأوميجا 3 و6 و9 فضلاً عن 46 مضادا للأكسدة. ومثلها مضادات للالتهابات. و18 حامضا أمينيا أساسيا. ومضادات فيروسات. وبكتيريا.
ما سمعته عن "المورينجا" كان كافياً أن يدفعني للبحث عن الدكتور أبوالفتوح عبد الله رئيس الجمعية العلمية للمورينجا. ورئيس قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية بالمركز القومي للبحوث. والملقب بـ "أبوالمورينجا¢.. التقيته لأول مرة في مكتبه. قبل أن تربطني به. وبزميله الدكتور "محمد عزو" صداقة اعتز بها.
الاستثمار فيها مربح جداً .. هكذا يؤكد "أبوالمورينجا". مبيناً أن فدان المورينجا يكسب 25 ألف جنيه محلياً. وما يربوعلي 20 ألف دولار حال التصدير. فضلاً عن أنها شجرة "لا تحب الماء". بل وقادرة علي تنقية الماء.. الزيت المنتج من بذورها الأجود للطهي.. كما يمكن استخلاص مبيد فعال منها ضد الآفات الزراعية التي تصيب باقي المحاصيل. بما لذلك من مردود اقتصادي. وصحي. وبيئي.
يوضح أيضاً أن "خبز المورينجا" بديل غني بالعناصر الغذائية التي ترفع المناعة.. وتعميم زراعتها يضمن كميات كبيرة من العلف الصحي للمواشي والدواجن. بما يوفر فاتورة استيراده بالعملة الصعبة. ويزيد كذلك انتاجية اللبن عند الأبقار بنسبة 30%. واللحوم بنسبة 25%. وبالتالي ستقل أسعار اللحوم.
"أبوالمورينجا" قال لي ان عدداً لا حصر له من الأبحاث الأجنبية. وحوالي 10% من البحث العلمي في مصر حالياً عن المورينجا.. قال ان فريقاً من 51 باحثاً من مختلف المجالات يعكفون الآن علي دراسة أسرارها.. ثم سأل "أبوالمورينجا": هل يمكن أن تتبناها الدولة؟