الجمهورية
محمد نور الدين
سباق.. "قيم وتحضر"
علي مدي عصور وعهود.. ظلت انتخابات القلعة الحمراء.. مثلاً يحتذي في النهج والالتزام والسلوك.. ومهما اشتدت المنافسة واحتدم اسباق.. لا ينسي "الفرسان" قيم ومبادئ النادي العريق.. رافعين شعارهم التاريخي "الأهلي فوق الجميع".
سبق وواجه المايسترو صالح.. الفريق مرتجي.. وتسابق المرحوم عبده صالح الوحش مع كمال حافظ.. وتباري حسن حمدي مع حسام بدراوي.. وتنافس محمود طاهر ضد إبراهيم المعلم.. تطوعاً من الجميع لخدمة الأهلي.. وتزاحماً من أجل الارتقاء بمنشآته.. وتلبية تطلعات أعضائه.. ودفع مسيرة النجاحات لأكبر مؤسسة رياضية إلي الأمام.
جيل بيسلم جيل.. بمنتهي الهدوء والسلامة.. وبكل الشرف والنزاهة.. الناجح يشيد بمن قبله.. منوهاً بإنجازاته. متعهداً باستكمال العطاء بأسلوب أنجح. وأدوات أحدث.. بينما الراسب يحضر صباح اليوم التالي للنتيجة.. مسانداً. وداعماً.. ومحافظاً علي القيم والأعراف لكي يبقي النادي علي طريق التتويج والانتصارات.
الآن.. تغير الأمر وتبدل الحال.. واشتعل السباق بصورة تنذر بالخطر.. فلم يعهد "الأهلاوية" ما يدور بين المتنافسين علي رئاسة وعضوية مجلس الإدارة.. من اتهامات متبادلة.. ومعارك لفظية.. ولم يشهدوا من قبل "عراكاً" ينحدر فيه البعض ويلجأ لتزوير التاريخ.. وتسفيه الإنجازات.. والإساءة لرموز ورؤساء النادي السابقين.. وإنكار مجهودات القدامي..!!
دفع المناخ "المشحون" حملة المباخر لاستغلال الموقف وبدأ كل منهم يلعب علي الأوتار الحساسة.. وانضم إلي طرف ضد الآخر.. طمعاً في مكافأة.. أو منصب.. ولم يدخر جهداً لإشعال الفتنة وإحداث الوقيعة.. مستخدماً اللسان السليط.. والطلقات الطائشة.. والادعاءات والبيانات الكاذبة.
روج المغرضون الشائعات.. وسكب أصحاب السبوبة النار علي البنزين.. فتخاصم المتنافسون.. ونسي أغلبهم قيم ومبادئ النادي.. وشهدت ندوات المرشحين هجوماً وسباً ضد بعضهم البعض.. واتسعت دائرة الغضب والسخط.. ووصل حجم الدعاية ووسائلها وتكاليفها إلي حد السفه.. رغم أن المناصب تطوعية.. لا تدر دخلاً.. ولا يتقاضي شاغلها أجراً.
تحول السباق "المحمود".. إلي "محموم".. وسيطر الغل والعناد علي أفواه بعض القيادات المفترض فيهم الحكمة والحنكة واندفعوا يهاجمون يميناً ويساراً لتطول طلقاتهم بعض المؤسسات والهيئات الرياضية.. والأدهي أن انتقل "الصراع" من ساحة النادي بمقراته الثلاث.. إلي القنوات الفضائية بكل مشاجراته.. وتصدرت أحداثه صفحات الجرائد والمجلات.. وتسللت معاركه إلي مواقع التواصل الاجتماعي.. التي باتت مسرحاً لتبادل الشتائم بين الأنصار والمؤيدين في ظاهرة تدعو للأسي والأسف.
إن الصورة الحضارية التي اعتاد عليها أبناء الأهلي.. لابد وأن تعود بجميع تفاصيلها الراقية.. لتتصدر المشهد في يوم الحسم.. وليدرك كل مرشح.. أن المعركة سوف تسفر عن ناجح وراسب.. لكنها لن تفرز "منتصراً" إلا إذا استرد المتنافسون رشدهم وصوابهم.. وطبق كل منهم شعار "الأهلي فوق الجميع" سلوكاً وفعلاً.. ويجب أن يعي جيداً أن عضو "الجمعية العمومية" أصبح أكثر وعياً. وأعلي فهماً.. لذلك يريد "سباق قيم وتحضر".. يشارك فيه بصوته الذي لن يمنحه إلا لمن يلتزم بالمبادئ.. ويحافظ علي التقاليد.. ويكتسي بالأخلاق الرفيعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف