الوفد
مجدى حلمى
تعريف الإرهاب
الدم الذى سال فى مسجد الروضة ببئر العبد وقبله فى كنائس القديسين وطنطا والإسكندرية والبطرسية، يلعن كل من شارك فى إسالته أو موَّله أو حرضه أو أفتى بإباحة هذه الدماء.
فالإرهاب هو عدو الإنسانية الأول خصوصاً إرهاب هؤلاء من يدعون أنهم حماة الدين.. وهؤلاء الذين يبررون الإرهاب الجالسون فى مقاهى أوروبا لا ينطقون إلا عندما تقوم الدولة بالانتقام من القتلة فهؤلاء شركاء أيضاً فى الجرائم التى طالت الآمنين فى بيوت الله.
فالمساجد والكنائس هى البيوت الآمنة وفق الشريعة الإسلامية التى يدعى هؤلاء أنهم يريدون تطبيقها؛ لأنها أماكن يذكر فيها اسم الله، فهؤلاء هم أعداء الإنسانية، كل من صمت أو برر أو شارك أو موَّل أو حرض على ارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء.
هذه الحادثة تؤكد أن هؤلاء هم الكفار ولا يعرفون رب العباد، ولا يعرفون أى دين سماوى أو وضعى فهم قتلة مأجورون، ولا بد من الانتقام ممن استأجرهم لارتكاب هذه الجريمة.
الحكومة المصرية مطالبة الآن بالرد على كل من يثبت أنه موَّل الإرهاب داخل مصر، وأن يكون الانتقام من جنس العمل؛ لأن العالم كله يجب أن يعلم أن دماء المصريين ثمنها غالٍ، فالمطلوب الآن الرؤوس وليس عرائس الماريونت التى تتحرك دون وعى، وتنفذ ما يصدر لها من أوامر حتى لو جئنا به من غرفة نومه.
فيجب الانتقام من هؤلاء أينما كانوا وتحت أى حماية، فلا يمكن محاربة الإرهاب ومموليه بالشرف والأخلاق، وهم أبعد خلق الله عنه فهم يخوضون ضدنا حرباً غير شريفة.
فقد صمتنا على استهداف الكنائس وجاء الدور على المساجد وعلى المصلين وهم بين يدى الله عز وجل، فلم ترهبهم أو يردعهم جلوسهم بين يدى الخالق، فكان العدوان على رب العزة قبل أن يكون على المصلين المتطهرين.
قضية الإرهاب أصبحت أمراً ملحاً دولياً وعلينا التحرك أولاً لوضع تعريف جامع مانع للجريمة الإرهابية، وهذا التعريف الذى تم تعطيله فى أروقة الأمم المتحدة؛ بسبب أن الكيان الصهيونى يريد إدخال المقاومة المسلحة للاحتلال ضمن هذه التعريف.
وضع تعريف للجريمة الإرهابية وللإرهاب سوف يمنح الحكومات الحق فى محاربته دون أى إخلال بالتزاماتها الدولية التى وقعت عليها، ويكون لزاماً على المجتمع الدولى مد يد العون لمكافحته والقضاء عليه ومعاقبة مموليه.
فالإرهابيون ليسوا مجرمين عاديين، لكنهم مجموعة من الحاقدين على المجتمع وعلى الناس وعلى الدين، ويجب أن تقتص الدولة منهم لأنه لا يوجد أى سبب مهما كان أن تقتل 400 مصلٍ فى مسجد كلهم يقولون ربى الله.
فالحرب ضد الإرهاب حرب تحتاج من أجهزة الدولة اليقظة على مدار اليوم؛ لأن الإرهابى يستغل لحظة تهاون فيقوم بارتكاب جريمته النكراء ضد الأبرياء.
كلنا يعرف أنها حرب طويلة وتحتاج إلى جهد كبير وتحتاج إلى تضافر الجهود وقبل كل هذا تحتاج إلى ترميم المجتمع من الداخل وتوحيد الصفوف وإجراء مصالحة شاملة مع شركاء 30 يونيو 2013 ووقف حرب التخوين والتخويف ضد كل صاحب رأى مخالف.
فهى حرب لا تستطيع أجهزة الدولة مواجهتها منفردة، ولكن تحتاج من الجميع أن يقوم كل شخص بدوره ويشارك فيها حتى يتم القضاء على هؤلاء القتلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف