الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية - الانتخابات .. لا تأتى بالأفضل !
من مساوئ الديمقراطية، أن الانتخابات لا تأتى دائمًا بالأفضل سواء كانت انتخابات سياسية، أو رياضية.. أو حتى فنية وعمالية. أقول ذلك وأنا أقسم ألا علاقة لهذا المقال بما تشهده النوادى المصرية هذه الأيام من معارك انتخابية هى أقرب إلى تكسير العظام.. من أى ديمقراطية!! ولذلك أرفض تمامًا فكرة أن نختار المحافظين بالانتخاب.. ما نراه فى انتخابات النقابات خير دليل.
ذلك أن الانتخابات تقيد حرية المسئول، الذى جاء من خلال هذه الانتخابات فالوعود هى أهم أساليب الانتخابات، وربما يسرف المرشح منهم فيما بعد.. ويجد نفسه ليس قادرًا على الوفاء بما وعد.. أو يضطر إلى التنازل عن كثير من المثل والتقاليد.. وربما لذلك تحولت انتخابات النقابات مثلا إلى «سوق للوعود» فمن يقدم أكثر يحصد ويحصل على أصوات أكثر.. وما أكثر الوعود لأن الكرسى يغرى، وله بريق.. يدفعه إلى الصفوف الأولى.
<< والانتخابات السياسية مثلا جاءت لشعوبها بكثير من الجبابرة.. وبعضهم جاء ليس بالتزوير بل جاء بعضهم بسبب وجود غشاوة على عقول وعيون الناخبين..، وبسبب الوعود المعسولة التى نجح بها هذا المرشح، وذاك فى اختراق عقول الناخبين، وربما ما حدث فى ألمانيا عقب هزيمتها فى الحرب العالمية الأولى والبحث عمن ينقذ الشعب الألمانى.. ولذلك اختار الألمان، أدولف هتلر حاكمًا أو دكتاتورًا ورفعوه إلى كرسى الحكم.. تمامًا كما جاء موسولينى فى إيطاليا - قبل هتلر بسنوات قليلة.. وكذلك كما جاء خوان بيرون ليحكم إسبانيا.. والغريب أنه - ونفس الشعب - بعد إزاحة بيرون عن الحكم.. أعادوه إلى القصر ليحكم من جديد، بل جاء الشعب نفسه - مرة ثانية - بزوجته رئيسة لإسبانيا.
وعندنا فى مصر تجربة وصول الدكتور محمد مرسى إلى حكم مصر ولا تقولوا لنا إن الشعب كان يحاول تجربة هؤلاء.. بسبب ما عاناه من انتخابات كثيرة تم تزويرها فى مصر.. وجاءت بمن لا يصلح للبرلمان.. ولغير البرلمان.
<< ومن عجائب نتائج الانتخابات أن الشعب البريطانى يحجب أصواته عن الرجل الذى حقق النصر لبريطانيا وقادها خلال الحرب العالمية الثانية واختار الشعب زعيم حزب العمال «أتلى» ليحكم بريطانيا.. ولو من باب التغيير..، وحتى لا يصيب الغرور ونستون تشرشل صانع النصر الكبير.
ووجدنا مثل ذلك فى الولايات المتحدة، ومرات عديدة، وربما لم يصدق الناس خبر فوز ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.. وفى ألمانيا عندما قرر الامبراطور ابعاد البطل القومى للألمان وبطل الوحدة الألمانية المستشار بسمارك.. لم يتحرك الشعب ونسى كل ايجابيات بسمارك!!
<< هنا أقول لابد من دراسة الأسباب التى مكنت الإخوان من السيطرة على نقابات عديدة مثل المهندسين والأطباء والمحامين وغيرها وهل نجحوا فى ذلك بسبب عشق المصريين «كلهم» للكنبة!! أم بسبب براعة الإخوان التنظيمية، أو للسببين معًا.. أم لأسباب أخرى مازلنا نجهلها ومن أهمها قدرتهم على الحشد والتحريك.. والوصول إلى البيوت.. وإيهام الناس بقدرتهم على تقديم الخدمات.. حتى ولو كانت مجرد بطانية أو زجاجة زيت أو لفة لحمة.
<< لذلك إياكم واختيار المحافظين بالانتخابات.. وكفى ما نراه الآن من سطوة انتخابات البرلمان، حتى ولو بدون تزوير، إذ كفانا من وعود تنهار أمامها الأخلاق والمثل الطيبة.. وتضيع ملايين الجنيهات.. ونفسى تعرف حجم الأموال التى أنفقت على انتخابات النوادى هذه الأيام.
أم مصائب قوم.. عند قوم.. فوائد!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف