التحرير
محمد نجاتى
انتخابات النوادي والصرف غير العادي
في الشهرين اللي فاتوا كلنا شفنا يفط انتخابات ودعاية انتخابية في كل نوادي مصر وفي الأحياء اللى حواليهم.. وعربيات عليها صور مرشحين وناس بتؤيد ناس وناس بتعارض ناس.. وأشخاص محسوبين على ناس.. ليه كل المصاريف دي؟ وإيه سر حب الناس في عضوية مجلس إدارة الأندية؟ وليه ممكن تظهر كمية الأسامي دي بكمية الصور دي في الوقت ده؟ أسئلة وجودية مش لاقي ليها إجابة، فقررت أفكر معاكم بصوت عالي. طيب العمل العام مافيهوش مرتبات كبيرة، ومحتاج وقت كتير، وده مش سهل في ظل الأيام الحالية.. وإنك ترضي الجمعية العمومية، وهي تتمثل في أعضاء النادي دي حاجة صعبة جدًا علشان مليانة تفاصيل ولازم ترضي الكبير والصغير في كل الجوانب الرياضية والاجتماعية وكل ما يتعرض له الأعضاء واحتياجاتهم منذ بداية وجودهم داخل النادي، لأنه أصبح النادي هو مكان يتردد عليه العديد من الأسر بشكل يومي وعلشان كده بيتطلب العديد من الإمكانيات لتلبية احتياجات كل أفراد الأسرة.

طيب ليه الناس بتحب تعمل كل ده وليه يصرفوا فلوس كتير ودعاية.. وأصبحت ظاهرة علشان يوصله لعضوية مجلس إدارة نادي؟
في ناس قالتلي «برستيچ» و«علاقات»، وفي ناس قالتلي علشان بتبقي حلوة وإنت بتعرف نفسك على حد «فلان عضو مجلس إدارة نادي كذا..»، كل ده جميل بس أكيد في طرق أسهل لأنك تنمي شبكة العلاقات عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ومن غير كل الصرف دة...

المشكلة كمان إن الناس بتتخانق مع بعض، وتبهدل بعض علشان المرشحين اللى هما بيؤيدوهم، ففي بعض الأحيان هناك انتخابات فرقت بين العائلات، لأن كل طرف يؤيد وبقوة وتحيز لمرشح وساعات بتوصل للضرب والشتيمة وده بيخلق عدوات مش مطلوبة في الوقت اللى إحنا فيه ده.

مفهوم إن في ناس بتحب النادي اللي اتربت فيه أو لعبت فيه رياضة معينة.. ومفهوم إن عشق النادي ممكن يخليك تسيب شغلك وتتفرغ لخدمته لو قدرتك المالية تسمح، ومفهوم إن في ناس فعلا بتبقى شايفة إنها عايزة تحسن حاجات في النادي.. بس ليه برضه صرف الفلوس لو الناس شايفة إنك أحق بالصوت هيدولك صوتهم كده كده.. بالعكس الدعاية الزيادة ممكن تستفز الناس وتحسسهم إن في «مصلحة» من الموضوع حتى لو مفيش.. وده بيخليني أفكر ليه كل الخناق والصرف ده والمشكلة إن كتير من أعضاء مجالس إدارات النوادي بتستقيل بعد ما يكسبه بشوية.. فبيبقي الفلوس اللى اتصرفت حرق جاز لإرضاء غرور أو الدخول في دواير مجتمعية عن طريق الفلوس.. ودي أمور مش مطلوبة خالص في ظل الأزمات الاقتصادية...

أكيد المشاركة في العمل العام دة شيء عظيم والاحتكاك بالعملية الانتخابية يولد مناخ ديمقراطي جيد.. لكني أتعجب من كمية الصرف وطريقته و كمية المطبوعات والورقيات وفي النهاية مكانها صناديق القمامة..

وأكيد هناك طرق أحسن بكتير من اليفط اللي في الشوارع.. أبسط الأمور لو عملوا بالفلوس دي مشروعات داخل الأندية أكيد هتكون أحسن بكتير لأن من الممكن إنك تعمل دعاية علشان تفيد من حولك أكيد أحسن من إنك تعمل دعاية علشان مجرد يعرفوا اسمك وصورتك بالعكس ده لو كل مرشح ركز حملته لإصلاح جزء معين في النادي سينسب إليه مدى الحياة وهتفضل الناس فاكراك علطول ومش هينسوك بعد الانتخابات.. نتمني إن السادة المرشحين يتوجهون لفكرة الدعاية الانتخابية من أجل الإصلاح مش من أجل الشهرة.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف