قتل الإرهابيون المصليين بمسجد الروضة ببئر العبد فى شمال سيناء الجمعة الماضية، ولاتزال أيادى الغدر والإرهاب العابثة تعيث فسادا من قتل وتدمير لا تراعى حُرمة الدماء ولا حُرمة النفس البشرية فى سائر شهور العام، ماذا نريد أكثر مما حدث لكى نقتنع، شعوباً ومجتمعات وحكومات، أن هناك خطراً حقيقياً بات يهدد ويستهدف حياة الأبرياء ويدمر البنى التحتية للدول، ويزعزع الأمن والاستقرار بل وأساس الوجود.
وما حدث من القبض على شبكة التجسس التى تقودها تركيا.. وبفضل أجهزة المخابرات العامة بما يثبت وعى وانتباه أجهزة الدولة السيادية والقيادية فى مصر.
إننا أثبتنا للعالم أن الإرهاب ليس إلا عمل أجهزة مخابرات تكمن فى دول مثل قطر وتركيا وإيران، وباقى الدول الداعمة للإرهاب والممولة له، حتى وإن نفت.
فالإرهاب هو عمل إجرامى، لا مسيحى ولا إسلامى، والإرهاب هو جنّى، لا شيعى ولا سنّى من هنا شرح الإسلام المعتدل للعالم وجهة نظره حول هذا المفهوم للإرهاب والتميز بين مصطلح الجهاد والإرهاب،، فكل من يدافع عن وطن محتل بحمل السلاح ومواجه الأعداء بجميع أشكال المعارك دون استهداف الأبرياء يسمى جهاداً، غير ذلك من استهداف المدنيين العزل الأبرياء الذين لا ذنب لهم يسمى إرهاباً، الإرهاب لا دين له ولا يوجد أى دين بالعالم يسمح له بعمل ما يعمل أو يبرر أعماله البشعة مهما أعلن عن نوايا صالحة كهدف اسمى فلا تبرير لأعماله. ورغم اشتراك المقاومة والإرهاب فى العنف فإن الأولى عمل مشروع والإرهاب فعل غير مشروع، وهناك إجماع على أن المقاومة قد تكون فردية أو جماعية، أى يمارسها الأفراد والجماعات والدول، وكذلك الإرهاب. وهناك إجماع عالمى أيضاً على حق الدول والجماعات والأفراد فى المقاومة بكل أشكالها المادية والفكرية بما فى ذلك الكفاح المسلح.
الإرهاب ليس له دين، وليست له جنسية، وهو يصدر من المسلمين ومن غيرهم، ويصدر من العرب ومن سواهم، والذين صنعوا السلاح أول ما صنعوه وأعدوا آلات الفتك فى هذا الزمان لم يكونوا يتوقعون أنها تكون بأيد مخربة أو مفسدة، فلذلك أتوا بأنواع من الأسلحة هى أسلحة دمار شامل، وهذه إذا وقعت فى أيدى من يعتدى بها فإنها ستكون ضررا على الأرض وأهلها، لأن أصل استعمال هذا النوع من الأسلحة إنما هو للدفاع، أى للدفاع عن النفس وينبغى ألا يستعمل أصلا إلا فى حالات الضرورة.
إن الإرهاب لا يفرق بين أحد ويطال الجميع، فلا يفرق بين دار عبادة وأخرى، ولا بين أبناء الوطن، فى ظل أنّ مواجهة هذه الأفكار يتطلب تكاتف كل فئات الشعب مع قواته المسلحة والشرطة حتى لا يستشرى هذا الشر فى مجتمعنا، كما يتطلب تكاتف كل حكومات الدول العربية والأجنبية للقضاء على الإرهاب الذى يطيح بكل أخضر ويابس.. وللحديث بقية.
«حفظ الله مصر قيادة وشعبا»