ننتظر من البرلمان أن يكون ممثلا حقيقيا للشعب في مناقشاته لقانون التأمين الصحي.. وننتظر من وزير الصحة أن يتحمل مناقشات النواب.. وألا يدخل المجلس مقتنعا أن قانونه هو أفضل الانجازات.. وأن كل من يفكر في النقد أو الحذف أو الاضافة.. معوّق للنجاح.. كاره لمصلحة الوطن. ولكن يبدو أن وزير الصحة قليل الصبر.. ضاق صدره من الجلسات الأولي.. فحينما قال د.أيمن أبو العلا وكيل لجنة الصحة إن تعريف غير القادرين في القانون غير واضح وطالب الحكومة بتقديم أدلة علي أن 30% فقط من الشعب يستحقون الإعفاء..انتقد الوزير النواب بلهجة حادة قائلا: »ألاحظ أن النواب متضاربون في آرائهم حول القانون»‬. ولا أعرف ماذا يقصد الوزير بالتضارب.. فهل كان ينتظر أن يوافق جميع النواب علي القانون فور عرضه.. بطريقة موافقون.. موافقة؟!
الطبيعي- كما أجاب النائبان أيمن أبو العلا وخالد هلالي- هو وجود اختلاف بين النواب طبقا لانتماءاتهم.. كنواب عن الشعب بكل اختلافاته، وكلها اختلافات في مصلحة المواطن.
وأقول لمعالي الوزير.. جميل جدا ان تكون هناك ارادة سياسية حقيقية لإصدار القانون بعد كل هذه السنوات.. ولكن ليس جميلا ولا معقولا بعد كل المناقشات والدراسات والتسع مسودات..أن يأتي قانون لا يلبي احتياجات المواطن، فمن أهم حقوق المواطن- كما قال الرئيس السيسي- حقه في رعاية صحية شاملة.. تزيل عنه همّ وعبء تكاليف المرض.
صحيح أننا ظللنا سنوات طويلة ننتظر قانون التأمين الصحي.. لكننا في نفس الوقت لا نريده قانونا علي طريقة »‬أحسن من مفيش.. أونص البلا ولا البلا كله»!