علاء عبد الهادى
فضفضة - محافظ يقاطع النجاح؟!
ربما تكون هذه أسعد مهمة صحفية أقوم بها في حياتي، عندما لبيت دعوة كريمة من د. هاني رسلان مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لحضور فعاليات »منتدي دندرة الاقتصادي الثالث» الذي عقد علي مدار يوم كامل في قرية دندرة في محافظة قنا تحت شعار »وقتي رأس مالي».. ذهبت وأنا غير متحمس، ولكني استجبت من باب حب الاستطلاع وعدت بمتعة غير محدودة، غيرت مفهومي تغييراً جذرياً عن الحياة في الصعيد، وعن المواطن المصري، وعن شخصية الصعيدي، وعن المجتمع المدني الحقيقي القادر علي التغيير، وأكدت لي أن كل شيء ممكن والتغيير يحدث إذا كان هناك صدق في العمل.
المنتدي من الألف إلي الياء قامت علي تنظيمه »الأسرة الدندراوية» العريقة التي يقودها الأمير هاشم الدندراوي وهي أسرة ينتشر أبناؤها ومحبوها في شتي أنحاء العالم، هم ليسوا أصحاب طريقة دينية كما يبدو من الوهلة الأولي، ولكن أسرة لها منهج إصلاحي.
ذهبت إلي قرية دندرة لأفاجأ بمنتدي عالمي المستوي، من حيث دقة التنظيم، والالتزام بالوقت، وبالترتيبات التي يقوم عليها عدد من الشباب المتطوعين من الجنسين، تابعت عدة ندوات شارك فيها خبراء من أمريكا، وماليزيا ومن الأمم المتحدة.. ومن الجامعة الأمريكية وجدت شباباً يدعو للفخر يتحدثون عدة لغات و يشتبكون يتفاعلون مع الندوة.. وجدت أكثر من 20 ألف مشارك في المنتدي من الجنسين وحضور من شتي أنحاء العالم باستثناء محافظ قنا الذي لم يكلف نفسه عناء الحضور لأهم حدث اقتصادي في صعيد مصر.. لعله يتعلم هو وأجهزته، كيف تدار المؤتمرات، ويجد الإجابة علي سؤال: لماذا حضر الناس لدندرة، ويقاطعون منتديات المحافظة، وقصور ثقافتها الخاوية؟
علي هامش المنتدي شاهدت معرضاً لمشاريع فريدة قامت علي رعايتها الأسرة الدندراوية من خلال مركز دندرة التنموي.. رأيت شيبسي الموز، وفي طريقهم لتصنيع الملابس من أشجار الموز بدلا من إلقائها في النيل، رأيت مشروعاً فريداً لاستنبات الشعير في غرف مغلقة لاستخدامه في العلف، ومشروعاً ثالثاً لتحويل مصاصة القصب إلي علف للماشية، ومشروعاً لإكسسوارات الحريم من جلد الأرانب واستخراج سم النحل للعلاج، وغيرها من المشاريع.
نجح الدندراوية فيما فشلت فيه كل وزارات مصر المتعاقبة حتي الآن.
لا يريدون إعلاماً.. لديهم قناعة أنه قد يضرهم أكثر مما قد ينفعهم.
اذهبوا إلي دندرة، ولا تفعلوا مثل محافظ قنا الذي قاطع النجاح في إحدي قري محافظته.
للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.