الجمهورية
فريد إبراهيم
بالحسني - المواجهة الفكرية
العلم هو الحل والوعي هو الطريق هذه حقيقة يكتبها التاريخ منذ أن كان الإنسان علي الأرض وحتي يرث الله الأرض ومن عليها صحيح قد يجتاح الجهل ما أبدعته الحضارة ويسيطر للحظات تاريخية لكنه ما يلبث هذا الجهل أن ينهزم داخلياً أمام نور العقل وإبداع العلم وشمس الحقيقة. وفي تاريخنا الإسلامي نموذج التتار تلك القبائل الهمجية التي اجتاحت الحضارة الإسلامية لكنها سرعان ما انهزمت فكرياً وعادت تؤمن بما حاولت أن تقضي عليه بل أقامت دولة إسلامية في شبه الجزيرة الهندية لمدة ثمانية قرون كانت تسمي الأمبراطورية المغولية.
أقول إن العلم ينتصر في النهاية والفكر هو الغالب بل إن دعوة النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن لديها من سلاح إلا الفكر في وجه قوي غاشمة اقتصادية وسياسية واجتماعية لكن أصحاب الفكر رغم ضعفهم انتصروا بقوة الفكر وتكونت امبراطورية عظيمة يحاول أعداؤها القضاء عليها حتي الآن رغم ما تعانيه من ضعف في مجالات كثيرة لكنها مازالت تملك أدوات نصرها وبقائها.
ومن هنا كان كلام الرئيس عبدالفتاح السيسي للأمة في الاحتفال بالمولد النبوي حيث خاطبهم بقوله: انتم كتائب النور فارفعوا من أمامنا الظلام أي أن الفكر والحجة في مواجهة الحجة وصناعة الوعي واحترام العلم بالإضافة إلي العدالة التي تحدث عنها الإمام الأكبر هو مفاتيح نصرنا.
وبالتالي فإن "الفتاكة" إن صح هذا التعبير لن تحقق شيئاً في المواجهة إلا مزيداً من الغوغائية.. وإذا كان الأمر كذلك فإن أول خطوات المعركة مع الإرهاب الذي هو عالمي ويأتينا أكثر مما يأتينا من خارج حدودنا وأقصد الإرهاب الفكري ــ هو دراسة مناهج صناعة الإرهاب لدي أعدائنا والتي تتم في مراكز بحث ينفق عليها الكثير والكثير وتعمل بها عقول منتقاه بعناية ومجهزة بحثياً وفكرياً ولا هدف لها إلا القضاء علينا وعلي إسلامنا الذي يمثل ــ كما يعتقدون الخطر الأكبر في مواجهة حضارتنا.
وإذا كان الغربيون وهم يعدون لاجتياح الشرق بما فيه العالم الإسلامي في أواخر القرن قبل الماضي والقرن الماضي أرسلوا إلينا المستشرقين ليكون رءوس جرب تفتح لهم الطريق إلي عقولنا وظروفنا وأحوالنا ونفسد ما تستطيع من أفكارنا ويفعلون الأمر نفسه وهم يجتاحوننا الآن بوسائل جديدة ويدمروننا بأيدينا. أقول إذا كانوا قد فعلوا هذا فإن مواجهتهم تتطلب أن ندرس ما يصنعون وما يفكرون به حتي تفسد عليهم خططهم أو نوقفها قبل الاجهاز علينا تماماً.. أي قبل أن نعود قبائل متناحرة متناثرة علي هامش التاريخ كما كنا قبل البعثة المحمدية صلوات الله وسلامه عليه.
فهل نفعل وهل نتحرك أم أننا سنظل نري الخطر قادماً والموت يتقدم إلينا ونحن سكاري لا نستطيع حتي الهرب من أمامه؟.
إن الفكر والوعي سيحفظ البقية الباقية ممن لم يتلوث بأفكار الإرهاب ويحميه من السقوط في براثنه وهو كذلك يستطيع أن يعيد أولئك المغرر بهم إلي صوابهم إن استطعنا أن نصل إليهم عبر الوسائل التي وصل بها إليهم أعداؤنا.. فمتي نبدأ؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف