شكرى القاضى
ذاكرة الأمة - القشة التي قصمت ظهر البعير
** انزلق العديد من حملة الأقلام نحو السقوط في الفخ الصهيوأمريكي لإحداث فتنة جديدة في صفوف المصريين. وفي المقابل وقع السفاحون الذين نفذوا مذبحة الساجدين بمسجد الروضة علي أرض الفيروز. عندما رفعوا رايات داعش السوداء المتلحفة بعباءة الإسلام زوراً وبهتاناً. فارتكبوا بذلك خطأ ساذجاً كشف عن حقيقتهم. ولا يختلف عاقلان علي أن تلك المذبحة الشنعاء تعد الأولي من نوعها في تاريخ العرب الحديث والمعاصر. فلم يسبق لأي كيان أو منظمة أو جماعة. أو حتي أفراد التجرؤ علي بيت من بيوت الله. واستباحة دماء المسلمين بتلك الوحشية والبشاعة التي فاقت مذابح التتار التاريخية. لكن المؤسف أن البعض راح يفسر الأمر علي أنه مجرد خلاف فقهي بين التكفيريين المتشددين من جانب. وإحدي الطرق الصوفية المنتشرة في سيناء ــ الجريرية ــ من جانب آخر. فإذا بهم يروجون بقصد أو بدون قصد لإحداث فتنة جديدة ولكن هذه المرة بين المسلمين من السنة وبعض المسلمين المنتمين للطرق الصوفية. ونسوا أو تناسوا أن تلك الوسائل المخابراتية لا تجدي مع المصريين. فكم حاولت العديد من القوي الغربية بحقبتي الثمانينيات والتسعينيات بث الفتنة بين عنصري الأمة في مصر. لكن محاولاتهم باءت بالفشل وذهبت أدراج الرياح..!
** وواقع الحال أن السفاحين الذين أهدروا دماء الركع السجود في سيناء الجمعة الفائتة. مستغلين تواجد نحو سبعمائة مسلم اكتظ بهم المسجد إبان الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف. هؤلاء لا وطن لهم ولا دين. فهم ليسوا مسلمين. ولا نصاري. ولا يهود. إنهم مجموعة فجرة ينتمون إلي صناع الإرهاب النازحين "بريطانيا ــ الولايات المتحدة ــ إسرائيل" فأولئك هم أرباب الإرهاب الحقيقيون. وجميعهم يعملون علي تفعيل بروتوكولات حكماء صهيون. فها هو سيناريو تقسيم المنطقة التي شرعت الولايات المتحدة في تنفيذه بالعراق الشقيق مطلع الألفية الثالثة يتم بنجاح عظيم ويواصل حصاده المر في البلدان العربية. فإذا به يأتي علي الأخضر واليابس في سوريا واليمن وليبيا. وربما يتوقف في لبنان لبعض الوقت قبل أن يواصل الزحف باتجاه المحروسة. فقد بات واضحاً أن سيناريو إنهاك الدولة المصرية لا يقتصر علي عرقلة خطط التنمية وزعزعة الاستقرار فحسب. ولكنه يسير وفق خطوات محسوبة باتجاه فرض حصار اقتصادي لا فكاك منه بإغراق البلاد في الديون وملحقاتها. تمهيداً لإعمال المخطط الأحقر في تاريخ البشرية. وأعني الحصار المائي علي المصريين. وما سد النهضة الأثيوبي سوي أداة لفرض الأمر الواقع علي المصريين. فقد ذكرت مراراً أن الصراع الحربي ــ الصهيوني صراع وجود وليس صراع حدود..!
ولكن هؤلاء الفجرة عديمو الشرف والإنسانية لا يعرفون أن رب العالمين يقول للشيء كن فيكون. وأن مصر الأبية سوف تظل الصخرة التي ستتحطم عليها مخططات آل صهيون. كما تحطمت عليها مخططات التتار. والصليبيين. فتلك حتمية تاريخية لا ريب فيها.
آخر الكلام:
صدق الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور الطيب عندما وصف العمل الإرهابي الخسيس الذي شهدته مصر يوم الرابع والعشرين من نوفمبر عام 2017. بمثابة حرب علي الله ورسوله. وأزعم أن تلك المذبحة تمثل بداية النهاية لسيناريو تقسيم المنطقة. فلن تركع مصر. ولن تنعم إسرائيل بالاستقرار. ولن يتخلي الفلسطينيون عن وطنهم.
ودعونا نبحث عن إجابة للسؤالين التاليين:
1ــ لماذا حرص التحالف العربي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا علي حماية شراذم داعش المهزومة ونقلهم مع عائلاتهم من العراق وسوريا في حافلات فاخرة. لنفاجأ بهم علي حدود مصر الغربية. وفي سيناء..؟!
2ــ لماذا أعلنت إسرائيل قبل المذبحة الشنعاء بأيام عن رفع درجة الاستعداد علي حدودها الجنوبية مع مصر..؟!
الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ محمد أبوالحديد يجيب عن السؤال الثاني. في مقاله الاثنين الفائت بعنوان: "هذه دولة الدواعش" بقوله: إن دولة الدواعش ليست "الدولة الإسلامية" في العراق والشام. ولكنها "الدولة الإسرائيلية". فإن تحركاتهم من بلد عربي إلي آخر ليست عفوية ولا بالمصادفة. إنما هم يرسمون بها خطوط دولة إسرائيل من النيل إلي الفرات. كما وضعها الآباء المؤسسون للحركة الصهيونية.. صدقت يا أستاذ.