أغلب الإرهابيين أو بعضهم يقبل على قتل النفس المسلمة أو الكتابية ببساطة وسعادة بالغة، تحت زعم نصرة دين الله عز وجل وتطبيق شريعته السمحاء، فهو وغيره ممن يقتلون أولادنا فى الشرطة والجيش والمدنيين يعتقدون أن هؤلاء كفرة وطواغيت ومرتدون، وأنهم أداة للحاكم الكافر الظالم لقمع المسلمين وعدم تطبيق شريعة الله المنزلة من السماء، فيخطط ويتسلح ويتربص لبعض المجندين أو الضباط أو المدنيين ويفتح بكل سعادة وإعزاز وشعور بالنصر النار عليهم ولا يتركهم سوى جثث هامدة، والغريب أنه لا يكتفى بهذا بل يقوم بكل فخر وسعادة بصياغة بيان وإعلان مسئوليته عن قتل الجنود أو الضباط أو المدنيين أو تدمير المنشآت أو غيرها من التخريب والدمار، قبل أن يغادر هذا الشاب الإرهابى منزله أو ملجأه يؤدى الفريضة ويصلى السنة، ويقرأ القرآن الكريم، ويدعو الله عز وجل أن يعينه فى جهاده وأن يكتب له النصر أو الشهادة.
هذا الشاب الذى قتل الأبرياء وسفك الدماء وخرب ودمر وروع باسم الله وشريعته السمحاء، ما هو حكم الشرع فيه؟، بالطبع القتل، لكن ما هو التوصيف الذى يمكن أن نضعه فيه؟، هل هو فاسق؟، زنديق؟، مرتد؟، هل يمكن تكفيره كما يكفر الحاكم والجيش والشرطة والمدنيين؟
هذا الإرهابى الذى يعتقد أو الذى أوهموه أنه يقتل من أجل فرض كلمة الله عز وجل، وأن الدماء التى يسفكها هى جهاد فى سبيل الله، هل سيدخل النار على اعتقاده الكاذب أو على أوهامه الزائفة؟، هل سيدخل النار امتثالا لقوله تعالى: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما» النساء 93، هل يجوز أن نوصفه بالقاتل المتعمد؟، هل هو قاتل أم واهم أم مغيب؟، وهل سينال غضب الله؟، وهل سيلعنه عز وجل؟، هل سيعامل معاملة القاتل المتعمد؟، هل سيدخل النار؟، وهل سيخلد فيها؟
نطرح الفكرة فى صياغة أخرى: هل من يقتل بريئاً متعمداً تحت زعم الجهاد فى سبيل الله سوف يدخل النار مثل قاتل النفس للسرقة أو الترويع أو النهب؟، هل من يقتل معتقداً أنه قتل لنصرة دين الله سيعاقب بالنار؟
فى الحياة الدنيا: من قتل، كما حكم الله عز وجل، يقتل، كان مغرراً به أو متوهماً بأفكار كاذبة، أو غير ذلك، كما قتل يقتل، وفى الحياة الدنيا أيضا يجوز لنا أن نسميه بالقاتل أو الإرهابى أو المارق أو الصائل أو الخارجى، فقد خطط، ورصد، وكمن، وغافل، وانقض وقتل، لكن فى الآخرة، ويوم الحساب، عندما يقف هو ومن قتله أمام الله: هل سيعامل الله عز وجل معاملة القاتل أم المتوهم؟، العلم عند الله.