جريدة روزاليوسف
عادل عبد المحسن
«شفيق» لا تكن حصان «طروادة»
لم أكن مؤيدا للفريق الدكتور أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت عام 2012 فى جولتها الأولى إنما اضطررت لتأييده جولة الإعادة عندما وجدته فى مواجهة المرشح الإخوانى محمد مرسى وخاض معركة شراسة «كال للإخوان وكالوا له» الاتهامات حتى وصلت كما يقال فى المثل الشعبى إلى «تقطيع الهدوم» وقيل وقتها إنه فاز بها لولا حشود الإخوان فى الشارع حالت دون تقلده المنصب الرفيع رئاسة الجمهورية.
مؤخرًا جاء على لسان اللواء رؤوف السيد نائب رئيس نائب رئيس حزب الحركة الوطنية الذى يشغل شفيق رئاسته أن الحزب سيعقد مؤتمرا شعبيا فى 23 ديسمبر المقبل، على أن يلقى الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، كلمة عبر الفيديو كونفرانس قد يعلن خلالها ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة ولا غضاضة فى ذلك هذا حقه الدستورى أن يترشح شفيق للرئاسة ما لم يكن هناك مانع قانونى يحول دون ذلك.
لكن الغريب ما يتردد أن هناك تحالفا قد تم بين الفريق أحمد شفيق والإخوان بعد كل ما كان بينهما من «تقطيع هدوم» و«تجريس» فى انتخابات 2012وما بعدها حتى إنه ترك مصر خوفا من بطشهم به ويأتى حاليا ما لم يكن متوقعا وجود تحالف بينهما ما يمثل خطورة كبيرة على الدولة المصرية فلا يخفى على أحد أن عودة الإخوان إلى الحياة السياسية ومنحهم مساحة تحرك كأفراد أو تنظيم بمثابة انتحار للدولة المصرية بكل مؤسساتها وأولها المؤسسة العسكرية.
من يعتقد أن الإخوان ممكن يوما يكونوا مواطنين يخشون على مصر من الضياع واهم أو قل مغفلا ولا يعلم شيئا ولا يؤتمن حتى على نفسه من غدر الزمان والإخوان فالحيات السامة لا تنسى قطع ذيلها ولم يكن الفريق شفيق بمنأى عن ثورة 30يونيو أو معارضا لها بل كان داعيا ومؤيدا لها فى كل مراحلها وأول من خشى على نفسه من انتقام الإخوان بالسفر إلى خارج مصر فور إعلان فوز محمد مرسى بانتخابات رئاسة الجمهورية سنة 2012 هو الفريق أحمد شفيق ما يعنى أنه لا يأمن للإخوان فهل حب المناصب يجعله ينسى كل ذلك ويتحالف مع الإخوان ويضع مصير الدولة المصرية ورقبته رهينة فى يد جماعة تضمر الشر للدولة المصرية ومؤسساتها وشعبها ما نراه من دعاية وترويج للفريق أحمد شفيق على قنوات ووسائل الإعلام الإخوانية لا تخطئه عين وسيادته لم ينطق ببنت شفة حيال ذلك مما يؤكد أن هناك شيئا قد تم من اتفاق رسمى أو حتى ضمنى فسكوت الفريق شفيق على دعاية الإخوان والترويج لسيادته يعزز فرضية وجود اتفاق قد تم بينهما.
لا أنكر على أى مواطن مصرى حقه فى الترشح للرئاسة المصرية مدام قادرا على القيام بمسئوليات هذا المنصب الخطير ولكننى ضد أن يكون مواطنًا مصريًا بمثابة حصان طروادة الذى يحطم دولة عريقة ويشرد شعبًا تعداده تجاوز 100 مليون نسمة لا يقبل أى وطنى مصرى أن دولته رهينة المكايدة السياسية أو كورة يتقاذفها ويلهو بها العابثون.
اذا كان شفيق ينتوى الترشح لماذا لا يبادر إلى اصدار بيان يرفض فيه قبول مساندة الإخوان له فى الانتخابات ويكون ترشحه على قاعدة وطنية لا مصلحية قد تكون نتيجتها تدمير الوطن وتسقط به الى هاوية سحيقة ووقتها لا ينفع الندم ولا نجد مكانا ووقتا نبكى كالنساء على وطن لم نحافظ عليه كالرجال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف