خالد ابو بكر
إنتخابات الأندية وإعلام للإيجار
موسم انتخابات الاندية الرياضية اظهر كثيرا من الحقائق التي يجب الوقوف أمامها لاشك أن المجتمع المصري باكمله سواء أعضاء النوادي أو المشجعين الكل شعر بهذه الانتخابات وباتت حديث كثير من البيوت المصرية
لكن ما يهم العامة من الناس او يلفت نظرهم يختلف تماما عن المثقفين أو المطلعين علي بواطن الأمور فالقارئ او المشاهد يري حوارات أو برامج أو مقالات أو صفحات صحف تمجد في مرشح بعينه فيصدق او يري غيرها بتسب وتلعن في مرشح آخر فبرضه بيصدق.
لكن اللي لازم نبلغ به المواطن العادي المتلقي لهذه الأمور أن كثيرا من هؤلاء في الاعلام إما يؤدون مهمة نتيجة عقد إعلاني،، أو يصفون حسابات مع المرشحين،، أو صاحب الجورنال أو المحطة عاوزهم يعملوا كده حاجات كتير مالهاش علاقة بالحقيقة.
لان الحقيقة أن هناك وكالات اعلانية ( بالنون ) يتم التعاقد معها لخدمة حملات إعلامية ( بالميم ) محددة لمرشح بعينه ولو كان المرشح الآخر دفع أكتر كانت نفس الوكالة اشتغلت للمرشح الآخر هو عمل احترافي بكل المعاني ويدار في العالم كله.
وفي بلادنا بعض هذه الوكالات ترتبط بقنوات تلفزيونية أو صحف واسعة الانتشار، وترتبط دي ممكن تحط تحتها تعاقدات او ملكية مشتركة او مصالح لاصحابها، الحقيقة ممكن علاقات متعددة.
وتفتح التلفزيون تلاقي المرشح الملاك اللي ما بيغلطش رجل البر والتقوي، وتفتح قناة تانية تلاقيه شيطان رجيم وحرامي وصاحب ابليس وتقرا الجورنال تلاقيه ماشاء الله صفحة اولي وبشكل كده يحسسك ان المرشح ده قائد بلد وتفتح جورنال تاني تحس انه طالع من المغضوب عليهم
وهنا نسأل :
١- ما هو حق القارئ أو المشاهد من الوسيلة الاعلامية ؟
٢- كيف نوازن بين الاعلان والاعلام ؟
٣- من يحدد سقف الدعاية في بلد في أمس الحاجة للمال ؟
٤- من يراقب حياد الإعلاميين أنفسهم ؟
٥- ما هو دور الدولة إن جاز أن يكون لها دور ؟
الحقيقة الاجابة علي هذه الاسئلة هي حق للقارئ والمشاهد فلو لم نفصل بين الاعلان والاعلام لأصبح أصحاب الأموال بأموالهم وباعلاناتهم ملائكة تمشي في المجتمع، وفي ظل عاداتنا الشرقية فان الشهرة تعطي قوة وحكايات الجرايد وروايات الاعلاميين تساعد في قضاء المصالح
وييجي واحد تاجر أو عنده مصنع يقول للاعلام طلعوني بطل وبفلوسي وطالما ( بعض الاعلام )أصبح للايجار فسيتباري الجميع في خلق بطولة زائفة لهذا الرجل طالما انه بيدفع.
هذه أمور خطيرة جدا لا أعرف من المسئول عنها،، ان أي كلمة تقال أو صورة تنشر في أي وسيلة إعلامية وتكون مدفوعة الثمن لابد ان يتم تنويه القارئ او المشاهد الي انها مادة اعلانية وتستطيع الوكالات العلانية ان تمارس نشاطها بكل حرية مثل اعلانات صماء دون مواد تحريرية في الصحف، أو يشار الي أن هذه المادة اعلانية واعلانات تليفزيونية لكن نأجر قناة باكملها أو نأجر جورنال من بابه، ده كلام فارغ
وان كنت اؤمن تماما في حق كل الاندية في وضع لائحتها الداخلية بارادة أعضائها ودون أي تدخل فاعتقد ان وضع حد اقصي لحجم الانفاق في الدعاية الانتخابية بات واجبا وطنيا لو تم صرف عشرين مليونا في ناد من الأندية من قبل المرشحين فكان الاولي عملنا بيهم مدارس او عيادات.
لا أعتقد أن للدولة دور داخل الاندية ولا اقبل ( وان كان طبعا لها دور من تحت لتحت ) لكن اتمني ان تكون لائحة كل ناد بها حد أقصي للصرف في الدعاية الانتخابية.
لكن تستطيع مؤسسات الدولة التي نص عليها الدستور مثل الهيئة الوطنية للإعلام ان تحمي المشاهد أو القارئ من هوي المذيع أو الصحفي، لا أعرف كيف تضبط هذا الأمر مع احترامي للجميع في أن يبدي رأيه قولا او كتابة. لكن اعتقد لابد ان يكون هناك ضابط.
والدولة أيضا ليست بعيدة عن انتخابات الاندية لاسيما الكبري منها فانت لك جمهور كبير ولابد ان تتفاهم مع الدولة في كيفية التعامل في الشارع وفي المباريات. وعليه لو هتبقي رئيس نادي شايف نفسك ده مش هايعجب الدولة أوي،، الله يرحمه صالح سليم كان رئيس جنب رئيس الدولة
لكن لو هابقي متفاهم وتمشي الدنيا وتقبل ان حضرة الضابط ينسق معاك في هدوء يبقي دمك خفيف في الحقيقة انتخابات الاندية اظهرت أشياء كثيرة لابد من تقييمها..
كذلك يبدو أن هناك تفاهمات بين المسئولين عن الرياضة في الدولة وبين بعض رؤساء الاندية وسط غياب كامل من صوت عاقل يستطيع ان يقول عيب أو ما ينفعش لازم يبقي فيه حدكبير وعاقل مش بالقانون لكن بالعرف يكلم الناس ويقولهم حتي لو القانون اداكم الحق لكن خلونا نراعي العيب ونراعي الاصول وظروف بلدنا
كرة القدم من الالعاب التي تستخدم في السياسة ويمكن ان تؤثر علي شعبية تيارات سياسية والاندية ملتقي اجتماعي جيد لمخاطبة الطبقة العليا والمتوسطة من المجتمع، لذلك علينا ان نكتب ميثاقا جديدا يتلافي كافة السلبيات التي شاهدناها الايام الماضية،، لا اتحدث عن قانون يفرض بقوته، وانما اتحدث عن ميثاق شرف بين الاندية يراقب من قبل اعضائها كما اننا نحتاج الي ضمير من الاعلاميين امام اموال المعلنين.
السلطة والمال أسلحة لابد أن تكون بعيدة عن الاعلام ( طبعا انا بقول أي كلام غير واقعي ) والوحيد الذي يستطيع ان يفعل ذلك هو الصحفي او المذيع ولو انحني للمال سينحني للسلطة ولو انحني للسلطة فسيصبح عبدا للمال ان الصحافة والاعلام هما ضمير الأمة ولا يقلون أهمية عن القضاة فهم من ينقلون الخبر للمجتمع ويملكون سمعة الناس ويملكون أسرار اذاعتها دون دقة قد تبقي في تاريخ الصحفيين ويموتون بها طبعا احنا عارفين هما مين بس احنا كمان بنتكسف نقولهم لانهم اصحابنا وزمايلنا ودي كارثة.